أضحت الحالة الصحية للأسير "دواد أكرم رواجبة" (36 عاماً) من بلدة "روجيب" شرق نابلس حكاية الأسرى من شدة حالته الصحية الصعبة والمستعصية، في ظل رفض إدارة السجن إطلاق سراحه تحت ستار الملف السري. وكانت عائلة رواجبة قبيل اعتقاله تشعر بالراحة والاطمئنان أن حالة ابنها في تحسن بعد مرور (3) سنوات على إطلاق سراحه في اعتقال سابق وإجرائه عدة عمليات جراحية ساهمت في ذلك، فيما تبقى له السفر للأردن لمواصلة العلاج. لكن سلطات الاحتلال كانت له بالمرصاد، حيث جرى اعتقاله على معبر الكرامة في 11 شباط 2012. فقد تعرض الأسير لانتكاسة فورية لحظة الاعتقال، حيث نقل إلى معسكر للجيش الإسرائيلي في أريحا، ثم إلى سجن "عوفر" الذي رفض استقباله بسبب وضعه الصحي، فجرى نقله إلى مشفى "هداسا" لمدة يومين، وبعدها أصر سجن عوفر على عدم استقباله أيضاً، فنقل إلى سجن "بتاح تكفا"، حيث خضع للتحقيق لـ (7) أيام وبعدها نقل إلى سجن "مجدو" وخلالها جرى استجوابه في معسكر "سالم" وأبلغ بالاعتقال الإداري لـ (4) أشهر. وخلال محاكم التمديد والتثبيت في محكمة "عوفر" سقط رواجبة مغمياً عليه عدة مرات، كونه يعاني من حالة ارتجاج بالدماغ (صرع) و"الشقيقة" و"غضاريف" في الظهر، وأجرى عمليتين بالظهر قبل اعتقاله بثلاثة أشهر ويتناول يومياً (6) أنواع من الدواء ويعد ملفه الطبي من أكبر الملفات للأسرى المرضى. وتعرض رواجبة سابقاً للاعتقال (8) مرات بإجمالي فترات اعتقال زادت عن (7) سنوات ونصف، جال خلالها في معظم سجون الاحتلال، كما أنه متزوج ولديه ولد وبنت. ويؤكد أطباء عرب وإسرائيليون أن اعتقاله خطر على حياته ويؤدي إلى انتكاسه بوضعه الصحي الصعب أصلاً، خاصة أن حالات الإغماء والتشجنج تتكرر معه أسبوعياً وتثير الخوف بين أقرانه الأسرى الذين يشاهدونه على هذه الحالة. ويرفض أطباء السجن إعطاؤه دواء لوجع الظهر تحت مبرر أنه خطر وغالي الثمن، رغم أنه يتوجه كل (10) أيام إلى عيادة السجن ويتم الكشف عن حاله، وزاد وضعه سوءا بعد تمديد اعتقاله الإداري للمرة الثانية لـ (4) أشهر تنتهي في 18/10/2012م. [title]مواقف صعبة[/title] وكانت أصعب الحالات ما جرى في محكمة "عوفر" عندما سقط رواجبة مغشياً عليه، ليدخل بعدها إلى جلسة المحاكمة دون أن يتراجع القاضي عن قرار اعتقاله الإداري، رغم أن الطبيب الذي عاينه أوصى بذلك، ما حدا بالأسرى إلى رفع المناشدات للمؤسسات الحقوقية والإنسانية للتدخل لإنهاء معاناته التي تسبب معاناة لجميع أقرانه الأسرى.