لا تطيل الستينية إنعام حماد التفكير فيما ستقدمه لأسرتها على مائدة إفطار في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، فقد اعتادت منذ سنوات طويلة أن تكون "الملوخية" هي "فاتحة" الوجبات الرمضانية.
ومثل أسرة حماد، تحافظ كثير من الأسر الغزية على هذه العادة المتوارثة عبر السنين، فالملوخية "سيدة" المائدة الرمضانية الأولى.
ليس معروفا على وجه الدقة أصل عادة طبخ الملوخية لدى غالبية سكان غزة، لكن النساء تميل إلى أن الملوخية بلونها الأخضر تبعث على التفاؤل واستبشار الخير في هذا الشهر الفضيل.
وقالت إنعام (65 عاما) للجزيرة نت "كبرتُ وأنا أسمع والدتي تقول إن الملوخية من الأكلات التي تبشر بالخير والبركة، وتتفاءل بطبخها في أول يوم من رمضان".
وبعد أن تزوجت إنعام وأنجبت ثمانية أبناء، ورثت هذه العادة عن والدتها، وحرصت على تعليم فنون طبخها لبناتها الأربع.
ولطبخ الملوخية طقوس خاصة لدى إنعام، ففي أول يوم رمضاني يتوجه زوجها إلى السوق لجلب الملوخية الخضراء ذات الأوراق الكبيرة، وتقضي بضع ساعات في قطف أوراقها وتنظيفها ومن ثم فرمها يدويا حتى تصبح ناعمة جدا مثل "الحناء"، ومن ثم تطبخها بالثوم وقطع صغيرة من اللحم الأحمر.
ويختلف طهو الملوخية من أسرة إلى أخرى، فبينما تفضلها الغالبية ناعمة مفرومة وتبدو كالشوربة وقت تناولها، يفضل البعض طبخها بهيئتها الورقية مع قطع اللحم والمكسرات، ويطلق عليها الغزيون اسم "ملوخية بوراني".
