كشفت صحيفة إسرائيلية عن تقديرات لجهاز الأمن الإسرائيلي، ترجح إقدام الأردن على إلغاء اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، حال تنفيذ الأخيرة لخطتها الخاصة بضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.
وأكدت صحيفة "هآرتس"، في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "تصريح ملك الأردن يعكس القلق الكبير في عمان إزاء الخطوات التي يدرسها نتنياهو"، موضحا أنه "سبق هذه التصريحات تصريحات مفصلة وأكثر شدة، نقلت في الأشهر الأخيرة من عمان إلى تل أبيب".
وبينت أن مخاوف الأردن من تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لخطوة ضم الضفة الغربية أو ضم غور، "تم التعبير عنها عبر رسائل لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وفي محادثات مع شخصيات بحزب "أزرق أبيض" شريك بنيامين نتنياهو في الحكومة"، مؤكدة أن "شخصيات مهنية في جهاز الأمن تعتقد أنه في أخطر الظروف من شأن الضغط الداخلي على الملك أن يؤدي إلى إلغاء اتفاقية السلام".
وأشارت إلى أن "مسألة الضم طرحت السنة الماضية في ثلاث جولات انتخابية متتالية في إسرائيل، وفحص نتنياهو إمكانية الإعلان عن ضم الغور في أيلول 2019 عشية الانتخابات الثانية، وتراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة، بعد مشاورة هاتفية، سمع فيها تحذيرات رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس الشاباك نداف أرغمان، من التداعيات على العلاقات مع الأردن والسلطة الفلسطينية، وإمكانية اندلاع تصعيد عنيف في المناطق".
ولفتت الصحيفة إلى أن "مسألة الضم تمت مناقشتها ثانية عند طرح الرئيس الأمريكي لصفقة القرن في شهر كانون الثاني الماضي"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يستعد لإمكانية "تجميد مشاريع مشتركة مع إسرائيل ردا على خطوات ضم أحادية الجانب".
وفي السياق ذاته، أكد الجنرال احتياط عاموس جلعاد، رئيس مؤتمر هرتسليا، لـ"هآرتس"، أن "المس بالعلاقات مع الأردن سيكون ضربة للأمن القومي الإسرائيلي".
وأضاف: "الأردن يوفر لنا الهدوء على الحدود الشرقية، ويبعد التهديدات عن إسرائيل، والضم سيضر بعلاقتنا معه، وهي خطوة سياسية دون أي فائدة استراتيجية، وقيادة الجيش الإسرائيلي تدرك ذلك".
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، الجمعة الماضية، أن "مسار الضم سيؤدي إلى صدام كبير، وعمان تفحص كل الخيارات".