28.3°القدس
27.94°رام الله
29.42°الخليل
30.84°غزة
28.3° القدس
رام الله27.94°
الخليل29.42°
غزة30.84°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: بالصور ..الأطراف المبتورة ترمم المصاحف المنثورة

شعور جميل ينتابهم، ومشاعر جياشة تهيج في صدورهم، فرحاً واعتزازاً بأعمالهم اليدوية الرائعة، التي نجحوا من خلا لها في "ترميم" عدد من مصاحف المساجد المنثورة، والكتب المبعثرة. وبشكل جماعي قصد أصحاب الكراسي المتحركة، والأطراف المبتورة، هدفهم الأول في ورشتهم "تجليد الكتب" المدرجة في مشروعهم "إرادة"، نحو المصاحف الممزقة، والمبعثرة، والأغلفة المهترئة، لأجل إعادة ترتيبها وتنظيمها بشكل يليق بقدسيتها. بالرغم من اختلاف "الإعاقة" لدى الأشخاص، الذين فضلوا العمل بورشة "تجليد وتجديد الكتب"، إلا أن أعمالهم اليدوية أدهشت جميع مشاهديها، والذين سيبهرون من أعمال فنية أخرى، ومتلاحقة في الأيام القادمة، وفق مدرب الورشة الأستاذ مروان سعيفان، دعنا عزيزي القارئ نتجول بين أصحاب الإرادة: ويهدف "إرادة" الذي تنفذه الجامعة الإسلامية بدعم من الحكومة التركية، إلى تأهيل 400 "معاق" حركياً بغزة، وخصوصاً الإعاقات الذين خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2008/2009م. الشاب فضل محمد الدلو (18 عاماً)، ابتلاه الله بـ "إعاقة" منذ ولادته في يده اليسرى، وقدماه الاثنتان والمزودتان حالياً بجهاز خاص يساعده على المشي، وذلك بعد عدة عمليات جراحية أجراها في أطرافه المبتورة. "فضل" الذي يعمل بمشروع "إرادة" يرى الفضل يعود لأشقائه وأصدقاء حيه، الذين ساعدوه في تخطي المراحل الدراسية، والنظرة الاجتماعية، وخصوصاً نظرة الطلاب لحالته الصحية، وصولاً إلى ذات المشروع، الذي عد التحاقه به، بفضل تشجيع أبناء عمه وأصدقائه. ويرى فضل أن أعوامه الدراسية قد تغَّلب عليها؛ إلا أن " المستقبل المجهول " لحالته الصحية، يتطلب منه اللجوء إلى المؤسسات والجمعيات الخاصة بحالته، لافتاً إلى التحاقه بالجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين، والتي أهلته في دورة خاصة لـ"صيانة الكراسي المتحركة"، ثم في مشروع "إرادة". وعدَّ الشاب الذي بدا خجولاً من جمعته بنظرائه لأول مرة، أن خروجه من البيت لهذه المشاريع التطويرية "أمر في غاية الروعة، لنثبت لمجتمعنا أننا أناس منتجون، ولدينا أعمال نستطيع الإبداع بها". وتحاول تلك الفئة الإنتاج والإبداع في عملها الذي يناسب "إعاقتها" لرد رؤية النظرة المجتمعية لحالتهم، "علَّ أعمالهم تعيد النظرة إليهم"، الأمر الذي يودون الإشارة إلى تذمرهم من المجتمع المحلي ونظرته السائدة حول فئتهم. ويشعر "فضل" بغامر الفرح والسعادة في عرض أعماله ومشغولاته الترميمية، التي ابتدأها في كتاب الله، داعياً خالقه بالتوفيق والسداد، والأجر والثواب. [title]شفقة![/title] وبعد التجول في تلك الورشة الحرفية، التقت في محطتها الثانية، بأحد الشبان الذين بدت عليهم علامات الأناقة، الأمر الذي دفعها للسؤال عن بطاقته الشخصية، فأجاب: أخوكم محمود طلعت الملاحي، ثمانية وعشرون عاماً، يطلق علي اسم "جريح الانتفاضة"، نظراً لحادثة اشتباكات الشبان الفلسطينيين مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب معبر "المنطار" إبان عام 2001م، وأثناء الاشتباكات بالحجارة، أطلق جنود الاحتلال صوبي طلقاً نارياً من عيار "800"، فاخترق قدمي اليسري ثم اليمني، التي " بترت " بعد رحلة علاجية لمدة أربعة شهور في جمهورية مصر العربية. وأحمد الله عز وجل على قدري ونصيبي؛ لكنني أود الإشارة إلى أن معاناتي مع "قدمي المبتورة"، لم تقارن بمعاناتي مع مجتمعي المحلي، الذي ما زال ينظر لحالتي بنوع من "الشفقة والحزن". أما اليوم، فإنني عازم على الجد والمثابرة في عملي المناسب لوضعي الصحي، الذي زادني من الحمد لله والشعور بفضله في نعمة اليدين السليمتين، وإنني أقول لمجتمعي " تعال بمصاحفك المنثورة، أو كتبك المبعثرة، لأريك أعمالي التي لا تستطيع عملها". كما أنني أود أن أشكر كل من ساهم في هذا المشروع، الذي أضاف لحياتنا الخاصة أفكاراً وأعمالاً جديدةً - وإن خروجنا من البيت بحد ذاته - أمر في غاية الإنجاز، وهذا ما ألمسه أثناء عودتي في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر، في مشهد عناقي لطفلتي "لانا". فالإرادة، أو المحاولة أو العمل، للجريح أو لـ"للمعاق"، يعني "الحياة الطبيعية للإنسان المبتلى من خالقه". [title]سعادة واعتزاز[/title] أما المحطة الثالثة فكانت مع رب الأسرة الجريح باسم الكفارنة، ذو العقد الرابع ونيف من عمره، والذي بدا على وجهه علامات التعب والإرهاق، إلا أن سعادته واعتزازه الذاتي بنفسه، كان يفوق ذلك الإرهاق. ويجلس رب الأسرة الكفارنة على كرسيه المتحرك، إثر إصابته بطلق ناري من عيار "500" أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه، أثناء تواجده أمام بيته المتاخم للحدود الشمالية لقطاع غزة، إبان عام 1998م. ويسترجع الكفارنة أربعة عشر عاماً من شريط حياته، قابضاً على يديه من آلام الإصابة التي أردته قعيد الحركة والعمل، ومن حوله أربع فتيات وشابان، جميعهم في المراحل الدراسية المختلفة. ويستدرك الكفارنة حديثه:" لعل أمور البيت قد يستطيع الإنسان التغلب عليها مع مرور السنين؛ لكنني لم أستطع حتى هذه اللحظة التغلب على نظرة مجتمعي، الذي لا يرحم القعيد، ولا يوفر له احتياجاته الخاصة". ويستدل على حديثه:" لا أخرج من البيت إلى في سيارة خاصة، بفعل الثقافة السائدة لدى السائقين والمواطنين الركاب، بأنه لا مكان لذوي الاحتياجات الخاصة في السيارات العمومية". وعلى أية حال، فإن "المعاق" أمام اختبار جديد في حياته، ولا ينجح به إلا إذا اجتمع لديه عنصر "الإيمان والإرادة"، والكلام للكفارنة، الذي صارح "فلسطين" بصوت خافت ببعض كلمات:" الإعاقة تجرح من كرامة الإنسان... والعمل هو العلاج الوحيد لاسترداد تلك الكرامة". ويوجز الكفارنة حديثه رافعاً صوته، لجميع من حوله ممن عدهم أبناءه، قائلاً:" الإرادة هي الحياة، وبدون إرادة لن يستطيع أي إنسان سوي أو معاق أن يكمل حياته المعيشية". وحول عمله في ورشة تجليد وتجديد الكتب، قال:" رحم الله امرأً عرف قدر نفسه"، الأمر الذي يحاول إتقان عمله الذي يتعلمه حالياً، المناسب لوضعه الصحي، وحركة جسده العلوية دون غيرها من جسده. ويرى عمله في ترميم المصاحف، كـ"فاتحة خير" لحياة جديدة، ستحوله من إنسان قعيد إلى إنسان منتج، متمنياً أن يرى عمله وعمل "أبنائه " النور، ليصل صوتهم وعملهم لجميع فئات المجتمع الفلسطيني. [img=102012/re_1351036216.jpg]مشروع ارادة ةتنفذه الجامعة الإسلامية بدعم تركي[/img] [img=102012/re_1351036226.jpg]المعاقون يعملون في المشروع من أجل حياة عملية أفضل[/img] [img=102012/re_1351036236.jpg]المشروع رسم البسمة على وجوه كادت تنسى الفرح[/img] [img=102012/re_1351036242.jpg]الارادة قوية مع "إرادة"[/img] بالصور ..الأطراف المبتورة ترمم المصاحف المنثورة بالصور ..الأطراف المبتورة ترمم المصاحف المنثورة بالصور ..الأطراف المبتورة ترمم المصاحف المنثورة بالصور ..الأطراف المبتورة ترمم المصاحف المنثورة