العشرات من المشاريع التي نفذها الاحتلال منذ احتلال فلسطين تهدف لتحقيق هدف واحد، هو شرعنة الاحتلال ووجوده على أرض فلسطين.
اليوم نحن أمام مشروع جديد وهو ضم أجزاء من الضفة الغربية لصالح الاحتلال، وهي تعني نزعها من أراضي الضفة وضمها للاحتلال وفرض سيادته الكاملة عليها، وبالتالي فرض وقائع جديدة تقوم على تهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم، والسيطرة على مخزون فلسطين من الموارد الطبيعية، وقطع الطريق أمام إنشاء كيان فلسطيني متواصل في الضفة، وضمان السيطرة والتحكم في أي كيان ينشأ هناك.
الصراع اليوم على الضفة الغربية التي ساهمت أوسلو في تحويلها تدريجيًّا إلى مجرد كيان شكلي يخضع للاحتلال بالكامل يُدار عبر التنسيق الأمني، ويهدف لمنع أي جهد مقاوم للاحتلال، وقد نجح في ذلك للأسف، وتحويل السلطة ذاتها لدور وظيفي قائم على حماية الاحتلال والتعاون الاقتصادي يتحكم بموجبه الاحتلال في السلطة، ويمنع أي محاولة للانفكاك من الاحتلال، بل إنه بعد 25 عامًا أصبح أكثر التصاقًا بالاحتلال في كل مناحي الحياة.
رغم ذلك في الضفة تشتعل روح مقاومة الاحتلال باستمرار، وتشهد يوميًّا مواجهات ومحاولات لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه، وتشكل هاجسًا للاحتلال في تحركه في الضفة الغربية، وما زالت ثقافة المقاومة مسيطرة وستساهم في إنهاء مشروع الضم ومقاومته، وسيسقط كما سقطت كل المشاريع السابقة سواء المتعلقة بالضفة أو غزة أو القدس، وسيقاوم الفلسطيني مشروع الضم في الميدان، ويقع على عاتق الفصائل الفلسطينية وضع برنامج وطني لمقاومة مشروع الضم وإفشاله.