28.3°القدس
28.21°رام الله
29.42°الخليل
30.79°غزة
28.3° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.42°
غزة30.79°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: صيام عرفة تكفيرٌ للمذنبين و"النحر" فداءٌ للصالحين

على مدار الزمان والمكان يضع الله لنا فرصًا ذهبية، لعلها تكون طريقة نستغل بها وقتنا ونزيد رصيدنا في الدنيا والآخرة، فلا ينتهي موسم شهر رمضان وعيد الفطر إلا ويقترب منه موسم شهر الحج وعيد الأضحى، وما بينهما مواسم كثيرة للعطاء. عزيزي القارئ،اليوم هو يوم عرفة يقف الحجيج بين يدي الله على صعيد عرفات يطلبون رحمته ومغفرته، ولكن ماذا عنك أنت كيف ستقضي هذا اليوم؟، وهل تعتقد أنه يوم خاص بالحجيج فقط؟، وماذا عن أيام عيد الأضحى وآدابها؟ يجيب عن هذه الأسئلة رئيس قسم أنشطة الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف أ.مصطفى أبو توهة، والتفاصيل في السياق التالي: [title]تكفير لذنوب عامين[/title] ويبدأ أ.أبو توهة حديثه بالإشارة إلى قوله (صلى الله عليه وسلم): "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"، مبينًا أنها فرصة عظيمة لأي مسلم أن يكسب تكفير ذنوب عامين بصوم يوم واحد فقط. ويلفت النظر إلى أن الصيام يكون لغير الحاج، فلا يشرع لمن هو على عرفات أن يكون صائمًا؛ حتى يقوى على العبادة والدعاء ومناجاة الله (عز وجل) في هذا اليوم الطويل، وإنما يكون الصيام _وفق قوله_ لمن لم تسنح له فرصة الحج، لعله يلحق بركب الصالحين والطامعين في رضا الله (عز وجل)؛ حتى ينال تكفير الذنوب. وينوه إلى أن ما يتبع الصيام هو الدعاء، كما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن الرسول (صلى الله عليه وسلم): "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، مشيرًا إلى أن أهل فلسطين خاصةً يلزمهم تكثيف الدعاء لتحرير الأسرى ونصرة المسرى، وتحرير تراب فلسطين، والدعاء لأهل سوريا وأفغانستان والعراق. وينتقل للحديث عن أحكام عيد الأضحى والآداب التي لابد أن يتحلى بها المسلم في هذا اليوم العظيم، بقوله: "كما نعبد الله في صلاتنا وزكاتنا وصومنا وحجنا، لابد أن نعبد الله في عيدنا"، موضحًا أنه على المسلم أن يبتعد عن الحزن والكآبة والضيق، ويتحلى بالأمل والرجاء. [title]العاشر.. تكبير ونحر[/title] ويقول: "يبدأ التكبير من فجر يوم عرفة التاسع من ذي الحجة، ويستمر حتى انتهاء أيام التشريق"، مشيدًا بقول الشاعر: "الله أكبر قولوها بلا وجل * وزينوا القلب من مغزى معانيها، بها ستعلو على أفق الزمان لنا * رايات عز نسينا كيف نفديها، الله أكبر ما أحلى النداء بها * كأنه الري في الأرواح يحيها"، "فكل حياتنا تبدأ بالتكبير كالصلاة والقتال، كنوع من العزة"، وفق قوله. ويذكر ما حدث مع الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، بقوله: "دخل رجل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يوم العيد، فوجده يأكل خبزًا جافًّا وزيتًا، فقال: "أمير المؤمنين وخبز جاف يوم العيد؟!" فردّ عليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قائلًا له: (يا هذا ليس العيد لمن لبس الجديد وأكل الثريد، ولكن العيد لمن قبل منه بالأمس صيامه، وقبل منه قيامه، وغفر له ذنبه، وشكر له سعيه، فهذا هو العيد واليوم لنا عيد وغدًا لنا عيد وكل يوم لا نعصي الله (عز وجل) فيه فهو عيد)". ويشير إلى أن الفعل التالي بعد التكبير وصلاة العيد هو ذبح الأضحية، إذ قال (صلى الله عليه وسلم: "من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها ومن لم يذبح فليذبح باسم الله"، وفق قوله (تعالى): "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، لافتًا إلى أن وقت الذبح يبدأ من بعد صلاة العيد، ويستمر حتى انتهاء آخر أيام التشريق، إضافة إلى الاغتسال والتطيب والتجمل للرجال، ولبس الملابس الحسنة دون إسراف ولا إسبال ولا حلق للحية. [title]منكرات ومخالفات[/title] ويضيف: "ويشرع للمرأة أن تخرج لمصلى العيد، لكن دون تعطر وتبرج، ومن كانت على حيض أو نفساء تشهد الصلاة"، منوهًا إلى أن الصلاة تكون في العراء، ويسن الذهاب إليها سيرًا على الأقدام، وبعدها يعود المسلم من طريق أخرى، ثم يتناول طعامه من أضحيته بعد الصلاة لا قبلها، بخلاف ما يكون في عيد الفطر حينما يفطر المسلم قبل ذهابه إلى صلاة العيد. ويختم حديثه بالإشارة إلى بعض البدع والمنكرات التي تحدث في الأعياد، كاعتقاد بعض بمشروعية إحياء ليلة العيد، لافتًا إلى أنه لم يرد نص واضح وصريح يثبت ذلك، ولكن من اعتاد القيام إن أراد أن يقيم فلا بأس بذلك، دون أن يخصص قيامه لليلة العيد. ومن المنكرات _تبعًا لقوله_ فتح بيوت العزاء، "والأصل أنه لا بيوت عزاء في العيد، فهو يوم للأحياء لا الأموات"، وهذا لمناقضته مقصود العيد وشعاره من البشر والفرح والسرور، وما في فتح بيوت العزاء من تجديد الأحزان والأتراح، ومخالفته هديه (صلى الله عليه وسلم) وفعل السلف، "وزيارة المقابر في العيد تدخل في عموم نهيه (صلى الله عليه وسلم) عن اتخاذ القبور عيدًا". ويتابع: "وهناك من يتخذ العيد فرصة ليستمع إلى الغناء المحرم والمعازف والموسيقا وغيرها"، إضافة إلى أن بعضًا لا يقوم بصلة الأرحام لضيق ذات اليد، وعدم قدرته على دفع العيدية؛ فيعطل فرضًا لأجل سنة مستحبة، وكثيرًا من الأقارب يشعر بالانزعاج لو أن قريبه زاره خالي الوفاض، ما يرهق كاهل الزائر، ولكن الأصل مراعاة الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه.