يمثل معبرة رفح الواصل بين قطاع غزة والعالم الخارجية العائق الأكبر، أمام سكان القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن 14 عاما، حيث تمارس السلطات المصرية إدارة أمنية مشددة، تحرم من خلالها آلاف الفلسطينيين من العبور أو حتى الترحيل إلى مطار القاهرة.
مع كل يوم من فتح المعبر تُرجع السلطات المصرية من معبر رفح العشرات بحجة المنع الأمني دون إبداء أي أسباب، وغالبية المرجعين من فئة الشباب "طلاب ومرضى".
الشاب أحمد عبد الله "36 عاما" بعد أن أوشك على إنهاء الدكتوراه في جمهورية مصر العربية، وبعد أن أنهى المدة القانونية التي تشترطها وزارة التربية والتعليم الفلسطيني والتي تتمثل بثمانية شهور متواصلة في بلد الدراسة، منعته السلطات المصرية من دخول مصر مرة أخرى، ووجد نفسه بعد دراسة استمرت لأربعة أعوام أمام عائق كبير، حرمه من الحصول على شهادته.
وبعد أن أُغلقت جميع الأبواب في مناقشة الشاب أحمد لرسالة الدكتوراه في مصر، توجه للدراسة عن بعد في جامعات لبنان، وبعد أن استوفى كامل الشروط، وبإشراف أ.د من غزة عليه، ناقش رسالته عبر الفيديو كونفرنس في الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على شهادته من الجامعة بعد أن استوفى كافة الرسوم.
وبعد أن استلم الدكتور أحمد شهادته، تقدم بطلب معادلة شهادته لوزارة التربية والتعليم في رام الله، غير أن الوزارة رفضت طلبه، بذريعة عدم المكوث في بلد الدراسة ثمانية شهور.
لم ييأس الدكتور أحمد والكثير من أقرانه الواقفين على عتبة وزارة التعليم، معلقة شهاداتهم، ترفض الوزارة معادلتها، حيث توجهوا لمؤسسات حقوق الإنسان، وطرقوا أبواب المجلس التشريعي، ولا يزال التعليم يرفض إنصافهم.
مطالبات بالمعادلة
منذ انتشار جائحة كورونا، تعرض العديد من الطلاب في قطاع غزة لذات المشكلة، حيث تسببت الإجراءات الاحترازية بإغلاق المعابر بمنعهم من السفر لمناقشة رسائلهم والحصول على شهاداتهم، ما استدعي وزارة التربية والتعليم باعتماد المناقشة عبر الفيديو كونفرنس.
وجاء في نص مناشدة خريجو الجامعات خارج فلسطين :"معالي أ. د. محمود أبو مويس حفظه الله،، وزير التعليم العالي الفلسطيني، تحية طيبة وبعد، نشكر جهدكم الدؤوب وقد توليتكم المهمة في وقت عصيب تتقاذف سفينتنا الفلسطينية أمواج عاتية وأزمات متراكمة، وعلينا ان نوحد الجهود لكي نصل الى بر الأمان سالمين غانمين، معالي وزير التعليم العالي، نشكركم على خطواتكم العملية وتفهمكم لطبيعة المرحلة الاستثنائية وموافقتكم بالسماح لمن يريد أن يناقش رسالته التعليمية عن بُعد دون إتمام شرط (الإقامة في بلد الدارسة) تفهماً لطبيعة المرحلة وخطر أزمة كورونا، وهذه خطوة تؤكد أنكم أهل للقيادة ولستم من مدرسة النمط التقليدي الرتيب، وأنكم متحررون من شرنقة الروتين القاتل، وبناء عليه؛ نرجو من حضرتكم،، وأسوة بهذا القرار السليم، أن تتيحوا الفرصة لمعادلة شهادات الطلاب الذين ناقشوا عن بُعد في جامعات خارج فلسطين، بسبب منعهم من السفر، وذلك مثبت لديهم، وهم عدد بسيط، كلفتهم دراساتهم أموال طائلة، وربما ضحوا بكل ما يملكون لإيمانهم بأهمية وقدسية التعليم عما سواه، رغم ظروفهم المعيشية الصعبة وقلة الموارد وتدني الأجور والرواتب، فاستجابتكم الكريمة لهذا المطلب العادل ستعزز أواصر العلاقات بين القيادة وبين هذه النخبة التعليمية، وستعتبر انتصاراً للمسيرة التعليمية في فلسطين.
تضامن أكاديمي
الدكتور رياض الخضري توجه برسالة إلى وزير التعليم العالي الفلسطيني، طالبه بدراسة مشكلة الذين ناقشوا عن بُعد (فيديو كونفرنس) بسبب منعهم من السفر، والتكرم بالعمل على إتمام ومعادلة شهاداتهم مراعاة للظروف الفلسطينية الاستثنائية.
كما طالب الدكتور يوسف إبراهيم وزير التعليم بمعادلة شهادة الطلاب الذين تم منعهم من السفر، وتقدير الظروف التي تعرضوا لها، والأسباب التي حالت دون سفرهم.
وعمت مواقع التواصل الاجتماعي مئات المناشدات التي تطالب وزير التعليم بحل مشكلة الطلاب الذين ناقشوا بعد منعهم من السفر، وسط مطالبات بإنهاء مشكلتهم، وإنصافهم بالشكل الذي يليق بجهدهم ومعاناتهم.