نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح اليوم الجمعة، مقالًا للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، تطرق فيه للعديد من القضايا، خاصةً "الضم" الإسرائيلي المتوقع للأراضي الفلسطينية.
وانتقد العتيبة تلك الخطة الإسرائيلية التي قال إنها استفزازية وخاطئة، وأن الضم عملية استيلاء غير شرعي على الأراضي الفلسطينية، ومن شأنه أن يشعل العنف و "يوقظ المتطرفين" ويؤثر على استقرار العلاقات مع الأردن، والذي يعتبر استقراره من استقرار المنطقة بأكملها ويفيد إسرائيل بشكل خاص.
وأشار إلى أن عملية الضم تتحدى الإجماع العربي والدولي فيما يتعلق بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، مشيرًا إلى أن الإمارات لسنوات طويلة تدعم دومًا السلام في الشرق الأوسط للحد من الصراع، وأنها ساعدت في خلق حوافز من خلالها تم التركيز على ما يمكن أن تفيد جميع الأطراف، وأنها عارضت باستمرار العنف من جميع الأطراف.
وقال "حددنا حزب الله منظمة إرهابية، وشجبنا تحريض حماس، وخرجنا بإدانة الاستفزازات الإسرائيلية، وطوال الوقت ظللنا مؤيدين متحمسين للشعب الفلسطيني، ولمبادة السلام العربية منذ فترة طويلة .. قمنا بخطوات دبلوماسية هادئة وأرسلنا رسائل عامة للغاية لتغيير الديناميكيات والترويج لما هو ممكن".
ولفت إلى أنه كان واحدًا من 3 سفراء عرب في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض حين كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، عن خطته للسلام، مشيرًا إلى أنه عمل أيضًا بشكل وثيق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بما في ذلك من خلال خطة بناء الثقة التي كانت ستوفر لإسرائيل فوائد كبيرة، في شكل علاقات محسنة مع الدول العربية، مقابل قدر أكبر من الحكم الذاتي والاستثمار في فلسطين.
واعتبر السفير الإماراتي في واشنطن، أن الضم سيؤثر على التطلعات الإسرائيلية لتحسين الأمن والاقتصاد والثقافة مع العالم العربي، والإمارات خاصةً، مشيرًا إلى أن لدى إسرائيل والإمارات جيشان من أكبر الجيوش في المنطقة، ولديهما مخاوف مشتركة بشأن الإرهاب والعدوان، ولديهما علاقات طويلة وعميقة مع الولايات المتحدة.
وأضاف "كان بالإمكان خلق تعاون أمني أوثق وأكثر فعالية، خاصةً وأن البلدين يمتلكان اقتصاد متقدم ومتنوع، وكان بالإمكان أن يؤدي ذلك إلى توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز النمو والاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط .. كان يمكن لمصالحنا المشتركة في قضايا مثل تغير المناخ والأمن والغذاء والماء والتكنولوجيا والعلوم المتقدمة أن تحفز المزيد من الابتكار والمزيد من التعاون".
وتابع "يمكن أن تكون الإمارات بوابة مفتوحة تربط إسرائيل بالمنطقة والعالم، فهي مركزًا لشركات الطيران الدولية والخدمات اللوجستية والتعليم والاتصالات والثقافة".
واعتبر العتيبة بأن الضم سيؤدي إلى تشديد وجهات النظر العربية بشأن إسرائيل، مشيرًا إلى أن الإمارات شجعت الإسرائيليين سابقًا على التفكير في الجانب الإيجابي لعلاقات أكثر انفتاحًا وطبيعية من خلال مبادرات التبادل الثقافي.
وضرب أمثلة على التعاون من خلال دعوة إسرائيل لحضور مؤتمر إكسبو المقرر إقامته في دبي العام المقبل، وكذلك وجود الدبلوماسيين الأوروبيين في أبو ظبي ومشاركتهم في مؤتمر الطاقة المتجددة، وكذلك إطلاع وفود أخرى على بعض الثقافات والإرث القديم.
وأشار إلى أنه خلال زيارة البابا فرنسيس للإمارات العام الماضي، تم الإعلان عن فتح "بيت إبراهيم" في أبو ظبي وهو مكان سيقام فيه مسجد وكنيسة ومعبد بنفس المكان، وتم خلال الشهر الماضي إطلاق خدمة طعام كوشير جديدة في دبي لخدمة السكان اليهود، خاصةً وأن الإمارات بها أول مجتمع يهودي جديد في العالم العربي منذ أكثر من 100 عام.
وقال السفير الإماراتي: "هذه هي الحوافز والجوانب الإيجابية لإسرائيل، من أجل بناء مزيد من الثقة، اتصالات مباشرة، قبول متزايد، هذا ما يمكن أن تكون عليه الحياة الطبيعية، الضم لن يخلق حياة طبيعية، الضم هو استفزاز مختلف بحجم مختلف، إن الحديث عن التطبيع في مثل هذه الحالة يخلق أملاً زائفًا لعلاقات أفضل مع العالم العربي".
وأضاف، "في الإمارات ومعظم أنحاء العالم العربي، نود أن نعتقد أن إسرائيل فرصة وليست عدوًا، نحن نواجه الكثير من المخاطر المشتركة، ونرى الإمكانات الهائلة للاتصالات الأكثر سخونة، قرار إسرائيل بالضم سيكون علامة لا لبس فيها على ما إذا كانت تنظر إلى الأشياء بنفس الطريقة".
وختم،"عندما تستمر في الحديث عن التطبيع في مثل هذه الحالة، فإنك تخلق أملاً زائفًا .. أكرر نود أن نرى إسرائيل فرصة وليست عدوًا".