24.45°القدس
24.21°رام الله
23.3°الخليل
29.29°غزة
24.45° القدس
رام الله24.21°
الخليل23.3°
غزة29.29°
الثلاثاء 26 اغسطس 2025
4.53جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.53
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.36

في الذكرى الـ 13..

لماذا كان الحسم العسكري في غزة ؟

الحسم العسكري في غزة
الحسم العسكري في غزة

بعد مرور ثلاثة عشر سنة نعيش هذه الأيام على انتقال القرار الفلسطيني من حركة فتح إلى حماس، عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 يناير 2006م، والتي شهد المراقبون الدوليون بنزاهتها، وقد جاء الفوز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي بواقع 76 مقعدًا من أصل 132، بينما حصلت فتح على 43 مقعدًا فقط!

وعقب صعود حماس إلى السلطة نتيجة فوزها فى الانتخابات التشريعية، فرضت الجهات الدولية المانحة حصارًا ماليًا على الشعب الفلسطيني وحكومة حماس، وتحولت المساعدات المالية التي كانت تقدمها لدعم ميزانية السلطة إلى مساعدات لإسقاط حكومة حماس.

وبعد يوم واحد من أداء اليمين الدستورية للحكومة المنتخبة هدد رئيس السلطة الوطنية محمود عباس باستخدام صلاحياته الدستورية بحلها إذا أصرت على موقفها الرافض للتفاوض مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، بل وصادر من الحكومة المنتخبة حق السيطرة على الأجهزة الأمنية والإعلامية والمعابر والحدود الفلسطينية!

الفلتان الأمني

سادت حالة من الفوضى في الشارع الفلسطيني بفعل الحصار وتردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور أوضاع المواطنين وتطورت إلى رفع السلاح من أعضاء حركة فتح، واندلاع اشتباكات دموية بين مناصري فتح وحماس.

وأوضحت حركة حماس في بيان أصدرته في 13 يونيو 2007م أن ما وصلت إليه الأوضاع في غزة والفلتان الأمني من عناصر حركة فتح هي  ما كانت الحركة تتجنبه من اللحظة الأولى لفوزها في الانتخابات؛ حيث كانت حريصة منذ البداية على التوافق والشراكة كأساس لإدارة القضايا العامة للشعب الفلسطيني، لكن هناك من اعتبر الشراكة منقصة واعتزم إفشالها وسلك كل طريق لذلك"، في إشارة لرجل فتح  محمد دحلان.

وطالبت حماس قيادات حركة فتح التاريخية الشريفة التي كانت تنظر إلى تصرفات هذه الفئة الباغية ولم تحرك ساكنًا أن تتحمل مسئولياتها، وتساهم في تخليص الشعب الفلسطيني من الويلات التي سببتها جرائم هذه الفئة المتصهينة، وأن يتم التعاون لتشكيل الأجهزة الأمنية وفق الأجندة الوطنية الفلسطينية.

وتدهورت الأمور بسرعة باتجاه المواجهة الحاسمة، حيث وجدت حماس أن هناك مماطلة في منح حكومتها أي صلاحيات أمنية، وتمردت الأجهزة الأمنية على وزير داخلية حماس، وتسارعت وتيرة الانفلات الأمني، ووجدت حماس أن جناحها العسكري يتم استنزافه في كل موجات الاقتتال التي جرت مع حركة فتح، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال سيضعفها أمام العدو الصهيوني وأمام فتح أيضًا، فلم تجد مفرًا سوى أن يضع الجهاز العسكري لها كتائب عز الدين القسام خطة عسكرية شاملة للسيطرة على مقار الأجهزة الأمنية، فشكّل هذا الحدث علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني الحديث،

الحسم العسكري بأقلام المحللين

اتفق العديد من الكتّاب والمحللين على استحالة استمرار الوضع في فلسطين على الصورة التي كان عليها من تناحر وصل إلى حد الاقتتال ليس لهدف إلاَّ لعرقلة حكومة حماس وإفشال تجربتها، بما يوحي بـ"منطقية القرار" الذي اتخذته حركة حماس بحتمية إنهاء حالة الفوضى في قطاع غزة ولو بالقوة.

ونذكر هنا ما كتبه الكاتب إبراهيم حمّامي الذي كتب تحت عنوان "سيناريو كان متوقعًا.. مواجهة شاملة لإفشال حماس": هذا ما تحاول بعض الأطراف الداخلية بمساندة أطراف إقليمية وعالمية جر الفلسطينيين إليه لقطع الطريق أمام أي نجاح لحركة حماس سيترجم على أنه نجاح لأول حركة إسلامية تصل للأغلبية البرلمانية في العالم العربي وإن كانت تحت الاحتلال، وبالتالي تحرك الجماعات الإسلامية الأخرى في دول المنطقة لتحذو حذو حماس معتمدة على رصيد شعبي كبير سيزداد حتمًا بنجاح حركة حماس".

وأشار إلى أن دعاة هذا التوجه لا يخفون أنفسهم، وتصريحاتهم تملأ وسائل الإعلام على اختلافها، سواء من دعوات أنه من العار المشاركة في حكومة حماس، أو بأن حماس تقود محاولة انقلابية على عباس، أو من خلال التوصيات الرسمية بعدم المشاركة أو المساندة للحكومة الجديدة.

وعن أسباب الحسم العسكري كتب الأستاذ عبد الستار قاسم موضحًا أن اتفاق "أوسلو" في الأساس هو ما يؤسس للاقتتال: "كان من المتوقع منذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق أوسلو أن يحصل اقتتال فلسطيني، بل إن رسالة عرفات إلى رابين التي أرسلت قبل توقيع الاتفاق بعدة أيام تؤسس للاقتتال؛ لأنها تعهدت بمقاومة الإرهاب. نصت الرسالة "... وعليه فإن المنظمة تشجب استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستتولى المسئولية على جميع عناصر المنظمة وموظفيها لضمان امتثالهم ومنع خرق هذا التعهد ومعاقبة خارقيه". لم تتحدث الرسالة عن الإرهاب الفلسطيني، لكنه لا يوجد أحد ظن أن الرسالة تتحدث عن الإرهاب في أمريكا اللاتينية أو إفريقيا.

وكتب فهمي هويدي أنه في يوم 14 يونيو 2007م نشرت صحيفة "يونجافليت" الألمانية تقريرًا لمعلقها السياسي فولف راينهارت قال فيه:" إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش خططت منذ فترة طويلة لتفجير الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وتحريض تيار موال لها داخل فتح على القيام بتصفيات جسدية للقادة العسكريين في حركة حماس".

وأضاف هويدي بأنه "قد تحدث في هذا الموضوع صراحة الجنرال كيث دايتون مسئول الاتصال العسكري الأمريكي المقيم في تل أبيب، في جلسة استماع عقدتها في أواخر مايو الماضي لجنة الشرق الأوسط بالكونجرس الأمريكي.. وفي شهادته ذكر الجنرال دايتون أن للولايات المتحدة تأثيرًا قويًّا في تيارات حركة فتح كافة، وأن الأوضاع ستنفجر قريبًا في قطاع غزة، وستكون عنيفة وبلا رحمة".

تطور المقاومة

ويقول المراقبون إن "المقاومة الفلسطينية لم تكن بكافة فصائلها أصلب عودًا وأقوى شكيمةً منها الآن في غزة، لقد بات المجاهدون على شتى الأصعدة في أمنٍ وأمانٍ من أي وقتٍ مضى، فالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في صعودٍ دائمٍ بعد الحسم العسكري بشهادة المحللين والمراقبين".

ويتحدث المراقبون أيضا بأن "الحسم العسكرى  أتاح حرية التدريب ودقة التصويب و جمع المعلومات لكتائب المقاومة , وخير دليل على ذلك خطف الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي  تم أسره من قبل المقاومة عام 2006 وظل في الأسر لأكثر من 5 سنوات حتى تم الإفراج عنه في 2011 في صفقة تبادلية مع 1027 معتقل فلسطيني.

كما أشاد المحللون والساسة بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في وجه الحصار الظالم، البري والبحري، والحروب الثلاثة التي خاضتها المقاومة في غزة ودافعت عن الشعب بكل قوة .

المصدر: فلسطين الآن