"لا تقل ليس لدي وقت"، ولكن قل "لا أستطيع استغلال الوقت"، فالوقت ينصهر بسخونة مرور الساعات، واليوم يبدأ وينتهي بشكل سريع ونشعر أننا لم نحقق شيئا هاما. والمشكلة هنا لا تكمن في الإيقاع السريع للحياة بل في أنفسنا فالكثير من الناس لا يستطيعون تنظيم وقتهم بعناية، ويشعرون أن كل أيامهم تضيع منهم دون تخطيط ولا يشعرون بأهمية استثمار الوقت، فالدقيقة التي تذهب لا تعود وتمر من عمر الإنسان وإذا لم يحسن الإنسان تنظيم وقته واستغلاله بشكل صحيح ضاع عمره هباء. وتقول رانيا المريا خبيرة التنمية البشرية "من الضروري لكل إنسان أن يضع خطة لحياته بكل ما فيها من تفاصيل، ويضع أهدافا يسعى إليها في حياته الشخصية والاجتماعية والمادية والعملية والعلمية، ومن ثم يضع خطة منظمة لتحقيق هذه الأهداف بترتيب أولويات حياته والوقت اللازم في تحقيقها أو الوصول إليها، واستغلال الوقت الذي يحدث أثناء تحقيقه لهذه الأهداف بعمل أشياء تفيده أيضا وتنمي قدراته الذهنية". وتضيف "عليك إدراك أهمية الوقت والحزم مع نفسك كي تبدأ فورا في تعلم التفويض الجيد فلا تفعل كل كبيرة وصغيرة بيدك فيضيع اليوم منك. ونظم مكان عملك حتى لا تستغرق وقتا إضافيا في إيجاد أشياءك، وركز على ما تفعل حتى تنهيه ولا تكرر المجهود، ولا تشتت ذهنك بأشياء تقاطعك وتعلم قول لا .. وكن منطقيا وواقعيا في التخطيط و تحديد الأوقات الكافية لكل عمل". وتنصح ببدء اليوم عبر إنجاز أهم ما فيه من عمل "فيجب أن تستغل بداية يومك بأقصى طاقة لديك، وابتعد عن كل ما يمكن أن يهدر وقتك، وقلل من الأعمال الروتينية التي تشعرك بالملل، وابتعد عن كل الأشياء التي تسرق وقتك كالحديث في الهاتف المحمول لفترات طويلة والإنترنت والألعاب الترفيهية، ويمكن اللجوء لمثل هذه الوسائل في الوقت المخصص للترفيه".