20.57°القدس
20.25°رام الله
19.42°الخليل
26.04°غزة
20.57° القدس
رام الله20.25°
الخليل19.42°
غزة26.04°
السبت 28 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: 15 دقيقة شهرة

هناك مصطلح إعلامي معروف وهو 15 دقيقة شهرة minutes of fame 15 الذي نحته الإعلامي "أندي ورهول" ومعناه أن كل شخص في العالم الجديد وبفضل تعدد وسائل الإعلام والاتصال سيكون مشهورا ومعروفا ومؤثرا لمدة 15 دقيقة حتى لو كان في قاع المجتمع، وميادين الشهرة تختلف ما بين المجتمع المحلي وقد تتوسع لتشمل العالم بأسره، وترجمة المصطلح العملية ليست حرفية من ناحية الوقت لتعني 15 دقيقة بالضبط أو أقل أو أكثر ولكن المعنى الدقيق أن المدة قصيرة ومحددة ولها نهاية ولو طالت. ورغبة الإنسان في الشهرة والخلود قديمة قِدم البشرية وقد حاول الخيميائيون من قبل اختراع إكسير الخلود ودفع الكثيرون حياتهم لكي يُعرفوا، وما قفزة فيليكس مؤخرا التي تأرجح فيها بين الحياة والموت في كل لحظة إلا دلالة على المدى الذي تخترقه الإرادة البشرية لتسجل اسمها في تاريخ الخالدين، وما أمثال سجلات وكتب غينيس التي تتجدد سنويا في رصد المفاضلات بين الانجازات البشرية بين أطول وأعظم وأضخم وأكبر إلا إثبات على حمى التنافس الإنساني في بلوغ الأعالي، ولا ضير في ذلك إن كان التنافس في إدراك المعالي فقد جعل الله الجنة درجات، وجعل التنافس في الخير، والمسارعة في الخيرات، والمسابقة في البر من الأمور المستحبة والمرغوبة، والنفس التواقة إلى المحاسن من طبائع النفس المحمودة التي تفاضل بين أقدار الناس في الدنيا وفي درجات الآخرة. وبرغم كثرة من خلدوا في الخير وكان في خلودهم انجاز تعدى كيانهم المحدود وأناهم الفردية وذواتهم الضيقة إلى إرث ينفع الناس فهناك كثرة أيضا باعوا ويبيعون كل غال ومقدس لمثل هذه اللحظات المعدودة ليخلدوا في سجل تكرهه البشرية وتود لو تلفظه وتنساه لتنافسه في كل ما هو مكروه ومذموم ومؤلم، وهؤلاء لا يمتد ذكرهم إلا لمن أراد أن يبحث ويفتش في صفحات التاريخ المنسية، بينما الأبطال والخيرون يذكي وينمي ويعطر الناس ذكرهم وينسجون حولهم الأساطير التي تبالغ وتضخم صفاتهم الحسنة وتضرب بهم الأمثال لمن أراد الاقتداء. لكل إنسان وقته من الشهرة ما بين 15 دقيقة إلى حدث إلى سنة إلى إدارة مؤسسة إلى عمر حكومة إلى عمر وزارة إلى عمر برلمان إلى حكم دولة، وغالب من يخلدون لا يأبهون للشهرة السريعة والزائلة بل تتعلق أنظارهم وقلوبهم بما هو أبقى من رضى الله أو خدمة شعوبهم والعالم بينما العامة من البشر قد يرون في 15 دقيقة فرصة لا تتكرر فيسعون لاقتناصها، ولو بالباطل على مبدأ "حوش يا أبو الوحوش" و هؤلاء دنيويون بأغراض دنية. الذكر للإنسان عمر ثان هكذا قال أمير الشعراء أحمد شوقي، ولكن ليس أي ذكر، الذكر الطيب فقط لا يُنسى فعندما يخلفك عمل صالح تعيش حيوات متجددة وعندما تخلّف السوء تموت ميتات متعددة. في الـ15 دقيقة رسالة أيضا أن بعض الناس استنفدت مدتها في الظهور والمنصب ووجب إنزالها عن المنصة فهي لا تستحق أكثر من المدة التي أخذتها، ولكن هل هناك من يسمع أو يأبه؟!