أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال صعّد خلال العام الجاري من استهداف الأطفال الفلسطينيين، وقال إنه رصد 350 حالة اعتقال استهدفت القاصرين خلال النصف الأول من العام الجاري، غالبيتهم من مدينة القدس وبينهم 5 جرحى.
وذكر المتحدث الإعلامي باسم المركز رياض الأشقر، في بيان وصل "فلسطين الآن" الاثنين، أن الاحتلال يواصل استهداف الأطفال القاصرين من الجنسين، بالاعتقال والاستدعاء وفرض الأحكام والغرامات المالية الباهظة.
وأضاف أن هذه الاعتقالات تتواصل رغم الدعوات والمناشدات التي صدرت عن العديد من المؤسسات الدولية من بينها الأمم المتحدة بضرورة إطلاق سراح الأطفال كونهم معرضين للخطر في ظل جائحة كورونا.
وأوضح الأشقر أن الاحتلال يبالغ في اعتقالات الأطفال وفرض الأحكام والغرامات المالية بحقهم؛ بهدف رفع فاتورة انتماءهم لقضيتهم الوطنية والدفاع عن مقدساتهم، وتدمير مستقبلهم، وخلق جيل جبان سلبي يخشى مواجهة الاحتلال.
وبَّين أن الاحتلال يبدأ التعذيب والتنكيل بالأطفال منذ اللحظة الأولى للاعتقال باقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، أو اختطافهم من الشوارع وعلى الحواجز، مؤكدًا أنهم يتعرضون لأشكال من التنكيل والاهانة بما فيها الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم، وترهيبهم، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم.
وكشف الأشقر أن من بين الأطفال المعتقلين 5 فتية تم اعتقالهم بعد اصابتهم بالرصاص وهم: الفتى "حسين يونس" (17عامًا) من بيت لحم، عقب إطلاق النار عليه واصابته بعيار ناري أسفل الركبة، والفتى الجريح "نور صليبي"(18 عاماً) الذي لا يزال يعاني إثر اصابة خطرة في بطنه تعرض لها برصاص الاحتلال قبل شهرين ولا يزال يخضع للعلاج.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال، وفق الأشقر، الفتى الجريح "مراد بسام البايض" 17عاما من مخيم الفوار في الخليل بعد إطلاق النار عليه واصابته بجراح وتم نقله إلى مستشفى سوروكا، كما اعتقلت الطفل "راسم سليمان غرة" عقب إصابته بعيار مطاطي في القدم برام الله، والفتى الجريح "مصطفى غوانمة" (17 عاماً)، الذي اُعتقل عقب إصابته برصاص جيش الاحتلال بالقرب من بلدة بيتين في رام الله.
وذكر أن المحاكم العسكرية للاحتلال واصلت خلال العام 2020 فرض الغرامات المالية الباهظة على الأسرى الأطفال، الأمر الذي يشكل عبئاً على ذويهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت إلى أن مجموع الغرامات المالية التي فرضت على الأطفال في محكمة عوفر فقط خلال النصف الأول من العام بلغت 150 ألف شيكل، أي ما يعادل 45 ألف دولار.
وفي السياق، قال الأشقر إن محكمة عوفر العسكرية قررت رفع حكم الأسير الفتى "عمر سمير الريماوي" من 35 عاما إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وفى نفس الوقت ثبتت الحكم الصادر بحق الفتى "أحمد أيوب عبيدة" بالسجن لـ 32 عاماً؛ إمعانا في اجرام الاحتلال بحق القاصرين.
وتطرق الأشقر إلى أوضاع الأسرى الأطفال خلال النصف الاول من العام، مؤكداً انها قاسية وصعبة، ولا يزال الاحتلال يحتجز 34 طفلاً تم نقلهم بداية العام الى سجن الدامون في قسم مهجور مليء بالحشرات والصراصير، ولا يصلح للحياة الآدمية، وتماطل في نقل ممثليهم من الأسرى البالغين معهم؛ بهدف الاستفراد بهم، كما اقدمت على قمعهم والتنكيل بهم.
ولا يزال الاحتلال يعتقل في سجونه 170 طفلاً موزعين بين سجني مجدو، وعوفر، والدامون، إضافة إلى وجود عدد في مراكز التوقيف والتحقيق، وجزء آخر من أطفال القدس تحتجزهم في مراكز اجتماعية خاصة؛ لأن أعمارهم تقل عن 14 عاما.