28.3°القدس
28.21°رام الله
29.42°الخليل
30.79°غزة
28.3° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.42°
غزة30.79°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: الراقصة وخلع الملابس

أثارت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية برام الله "محمود عباس" التي أدلى بها للقناة العبرية الثانية حالة من الغثيان بين أبناء الشعب الفلسطيني الذين صدموا بتلك التصريحات والتي أقل ما قالوا فيها بأنها "انهزامية ومخزية". وتضمنت تلك التصريحات ما سمي بـ"الثوابت" لرئيس السلطة والتي يؤكد عليها مراراً ويخص بها عادة قنوات عبرية والتي تتضمن (لا انتفاضة ثالثة ما دام في منصبه –وكأنه يقول للإسرائيليين أبقوني في منصبي ولكم ما تريدون-، وحدود فلسطين هي حدود عام 67 فقط، والمفاوضات خيار استراتيجي، والمقاومة الفلسطينية التي كفلتها الشرائع السماوية والأرضية هي إرهاب)، غير أن الجديد عليها هذه المرة تفريطه التام بأرضه حين قال "من حقي أن أرى صفد ولكن ليس من حقي أن أعيش فيها!". والسؤال الموجه لعباس -والذي يدور في أذهان الملايين من لاجئي الشعب الفلسطيني- هل أنت مجبر لأن تقول وتؤكد على تلك الشعارات الانهزامية؟، وبأي عين تريد أن تتوجه للمفاوضات مع الإسرائيليين وليس في جعبتك أي ورقة تستطيع خلالها الضغط عليهم والمطالبة بحقوقك؟!. وقد حفظنا عن ظهر قلب أن الاسرائيليين لن يعطونا حقوقنا إلا إذا ضغطنا عليهم بأوراق قوة، والدليل على ذلك أن عشرين عاماً من المفاوضات لم نستطع خلالها رفع حاجز بالضفة المحتلة أو اخراج أي أسير فلسطيني!!. في المقابل رأينا ما فعلت المقاومة خلال سنوات الانتفاضة من إجبار المحتل على الخروج من غزة وهو يجر أذيال الخيبة، وأجبرته أيضاً على الإفراج عن أكثر من 1027 أسير وأسيرة وفي مقدمتهم أسرى لهم في السجن أكثر من 30 عاماً، مقابل الجندي شاليط. العجيب أن عباس وبطانته يرون ذلك بأعينهم ويصرون على مواقفهم التي ثبت فشلها مرة تلو الأخرى، فأصبحوا عباداً لبطاقة الـ (VIP) وراتب آخر الشهر، الذي لا يحصلون عليه إلا بعد استجداء القاصي والداني وتقبيل الأيادي. وأي مواطن -مهما كان حجم تفكيره قاصراً- كان يعتقد أن عباس سيختم حياته السياسية "المخزية" بعمل بطولي يسجله له التاريخ، حتى وإن كان ثمنه أن يُبعد خارج الضفة أو حتى يتم محاصرته وقتله كما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، ولكنه يُخيّب أمل كل شخص عرف القضية الفلسطينية ولسان حاله يقول "أنا أعشق أن أظهر منهزماً وضعيفاً وأذكر بالسوء بعد موتي". عباس في تنازلاته المتتالية هذه يشبه "الراقصة" التي تصعد المسرح وتخلع ملابسها لتظهر جمالها ومفاتنها وتبيع شرفها وعفّتها، وكلما خلعت من ملابسها أكثر تجذب معجبيها وتنال رضاهم لتحصل على المال، وكذا عباس يقدم التنازلات تلو التنازلات مظهراً قبحه البغيض، وانبطاحه الذي ألفته نفسه، لينال مزيداً من سخط شعبه عليه، وفي النهاية يتفق مع الراقصة في الحصول على المال الوسخ. والأدهى من ذلك كله أن موقف عباس هذا جاء قبل أيام من (قراره المصيري) بالتوجه للأمم المتحدة لمنح فلسطين مكانة دولة (غير عضو)، بالإضافة إلى ذكرى وعد بلفور التي نتذكر مرارته هذه الأيام، والتي منح خلال من لا يملك لمن لا يستحق، ليؤكد عليه عباس مجددا ًوبعد 95 عاماً ويمنح الاسرائيليين ما ليس ملكه. واذا كان ليس من حقك يا عباس أن تعود لصفد فليس من حقك أن تتنازل عن شبر من أرض صفد بما فيها بيتك، وليس من حقك أيضاً أن تتنازل عن حقوق أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني لم يفوضوك أصلاً بالتحدث باسمهم أو التفريط بحقوقهم. وفي النهاية نوجه رسالة اعتذار لكل عاشق لقضية فلسطين في أرجاء المعمورة. "اعذرونا على تلك التصريحات، فقد ابتلينا برئيس سلطة لم تعد تليق به كلمة (خائن)، أضاع قضيتنا، وشوه صورتنا للعالم، وأظهرنا بأننا جبناء نستجدي حقوقنا، ولكن هيهات أن نذل لذلك المحتل الذي نرى زواله أقرب إلينا من شراك نعلنا".