أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن النتائج النهائية لمهرجان "الأورومتوسطي لأفلام حقوق الإنسان القصيرة" وذلك عبر بث مباشر على منصات المرصد و"هيوميديا" على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشارك في إعلان النتائج منسق المهرجان "أحمد ليلى"، والمشرف العام للمهرجان وعضو لجنة التحكيم "حسام أبو دان"، وأعضاء لجنة التحكيم المخرجة اللبنانية "نيكول كماتو" والمخرج الفلسطيني "أشرف مشهراوي".
وقال منسق المهرجان "أحمد ليلى" إنّ فريق المهرجان استقبل أكثر من 120 فيلمًا يناقش قضايا حقوقية مختلفة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تركز الجزء الأكبر منهم على تسليط الضوء على معاناة المدنيين في مناطق النزاع.
وأضاف أنّ تقييمًا شاملًا للأعمال المقدمة تم من قبل لجنة تحكيم متخصصة تضم في عضويتها نخبة من صنّاع الأفلام والمنتجين والنشطاء والصحفيين في مجال حقوق الإنسان، والتي خلصت إلى ترشيح 13 فيلمًا للمرحلة النهائية، فاز منها 3 أفلام بجوائز المسابقة.
وقال المشرف العام للمهرجان "حسام أبو دان" إنّ الفن أسهل الوسائل لإيصال الرسائل للجمهور، إذ أنّ الأفلام التي تتمحور حول حقوق الإنسان دائما ما تعمل على إيصال الرسائل والمفاهيم الحقوقية إلى المجتمع بطريقة درامية سلسة.
وأضاف أنّ المهرجان شهد مشاركة مجموعة من الأفلام الاحترافية المميزة، والتي كانت بأنواع مختلفة كالأفلام الوثائقية والدرامية وأفلام "الأنمي"، مؤكدًا أن جميع الأفلام كانت نماذج فنية حملت رسائل مهمة.
وأكّد على أنّ لجنة التحكيم راعت جميع المعايير المهمة عند تقييم الأفلام المشاركة واختيار الفائزين، وركزت على الأسلوب والمعالجة الدرامية للفكرة والرسائل التي يحملها الفيلم، والتصوير والإخراج، إلى جانب عدة عوامل أخرى.
بدورها، أثنت المخرجة اللبنانية، وعضو لجنة التحكيم "نيكول كماتو" على المستوى المتقدم للأفلام المشاركة، وقالت إنّها "عكست جهدًا حقيقيًا من خلال التجديد والابتكار في المحتوى".
وفاز بالمركز الأول فيلم "فرصة موت" للمخرج "رباح البزم" من الأراضي الفلسطينية، والمركز الثاني فيلم "السيد بنفسج" للمخرج "أسامة أبو زيد" من مصر، والمركز الثالث فيلم "سودة" للمخرجة "آمال سعدبوه" من السودان.
ويطرح فيلم "فرصة موت" الصراع الداخلي بين الانسان وذاته حول البقاء داخل أرض الوطن أو الغربة خارجه مع عامل الضغوطات المحيطة به المتمثلة بالزوجــة التي ترنو إلى حياة كريــمة ومستقبل أفضل لعائلتها وطفلها خارج الوطن، في حين أن الزوج يرفض الفكرة مستشهداً بتجارب سابقة لأشخاص كانت خاسرة ومميتة.
أما فيلم "سيد بنفسجي" فهو فيلم "أنمي"، يطرح قوة الحب والتسامح والسلام المتمثلة بالوردة البنفسجية في إنهاء الحرب والفوضى والظلام، والعمل على إضفاء لون إلى الحياة بدلاً من حياة الأبيض والأسود القاتمة، ويوضح الفيلم كيف تحارب قوى الشر بأن تمنع الانسان من أن يعيش حياة كريمة ملؤها السلام.
فيما يطرح فيلم "سودة" الحق في الحرية والحقوق الإنسانية الكريمة من خلال فتاة تعمل خادمة لعائلة تعيش وسط الصحراء، أطلقت عليها العائلة اسم "سودة" التي ترفض هي هذا الاسم وتعتبره انتقاص من كرامتها، تجسد الفتاة مثال لملايين الأشخاص المضطهدين حول العالم ويقعون فريسة للتميز العنصري المبني على العرق واللون.
وكان من المفترض الإعلان عن نتائج المهرجان في نسخته الأولى ضمن حفل يقام في العاصمة اللبنانية بيروت غير أنه تعذر تنظيمه بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
ويهدف المرصد الحقوقي الدولي من خلال المهرجان إلى تكريم وتقدير جهود صُنّاع الأفلام والصحفيين والفنانين والنشطاء الذين يعبّرون بأعمالهم الفنية عن قضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، ويعالجونها بطريقة درامية يسهل من خلالها على الجمهور فهم الصورة الحقيقية لما يجري من انتهاكات في تلك المناطق.