20.8°القدس
20.56°رام الله
19.42°الخليل
25.61°غزة
20.8° القدس
رام الله20.56°
الخليل19.42°
غزة25.61°
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
4.97جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.14يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.97
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.14
دولار أمريكي3.72
أ. كمال موسى

أ. كمال موسى

"ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"

يدور نقاش وحوار وجدل  حول موضوع الخلافة وكأن الخلاف بينهم ما بين الإيمان بالنص وما بين عدم واقعية عودة الخلافة بالشكل والصورة التاريخية التي كانت سائدة ضمن حقبة زمنية سابقة .

حقيقة أننا جميعا أسرى صورة ورواية تاريخية وكثير منا يربط هذا الإيمان بهذه الصورة النمطية والتاريخية.

علينا أن نفرق بين شكل الخلافة الذي كان موجودًا ضمن حقبة وواقع امبراطوري سائد في زمن معين، حيث اتخذ الحكم الاسلامي نفس الشكل الامبراطوري السائد في تلك الحقبة مع فارق تطبيق قيم الإسلام من العدل والمساواة والرحمة والإنسانية التي تميز بها الإنسان المسلم رغم ما شاب الخلافة من صراعات بين المتصارعين على الخلافة وسالت عليها دماء كثيرة.

فواقع المجتمع الدولي في ذلك الزمان اعتمد واتفق وتقبل ذلك الشكل الامبراطوري التوسعي الذي تكون فيه حدود دولتك وامبراطوريتك حيث تصل أقدام خيلك وسلطانك.

لكن في الوقت الحالي وضمن الواقع الدولي الذي تغير جذريا علينا ألا نتمسك بالأشكال والهياكل الدولية القديمة حيث تطور الفكر الإنساني والإداري في شكل وطريقة إدارة الدولة ومسؤلياتها ضمن واقع دولي اتفق وتوافق على هذا الشكل ولا يصح لنا اختراقه وتجاوزه الآن إلا بقوة قاهرة عظمى وخسائر أكبر وهو أمر غير مقبول لا من مجتمعاتنا ولا المجتمع الدولي .

لذلك بتقديري وفهمي أن عودة الخلافة على منهاج النبوة هي بعودة قيم الخلافة الراشدة والتي أكد عليها الحديث الشريف ليست بالضرورة أن تكون بشكل وصورة خلافة بني أمية وخلافة بني العباس والخلافة العثمانية والتي تحولت إلى حكم وراثي ملكي وليست خلافة على منهاج النبوة بل من الضروري أن تختلف عنها شكلا .

وهي كما أراها أن لا تكون حكمًا وراثيًا ملكيًا وأن لا تكون ملكًا عضودًا استبداديًا مثل حكم الجيوش والمستبدين كما هو سائد اليوم في المنطقة العربية.

بل هي خلافة راشدة على منهاج النبوة "أن يقام الحكم في كل دولة وطنية على أساس أن لا تكون حكمًا ملكيًا وراثيًا ولا ملكًا عضودًا بل تكون دولًا وحكمًا باختيار الشعب والأمة على أساس من العدل والمساوة ثم يكون تحالف بين تلك الدول التي تلتقي على نفس المبادىء والقيم والأخلاق ونصرة الضعيف والمظلوم وتتحالف فيما بينها لتشكل قوة يهابها الظالم ويحسب لها ألف حساب ضمن الواقع والقوانين الدولية التي نحياها اليوم .

المصدر / المصدر: فلسطين الآن