قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن "ما تقوم به الشركات المدنية الإسرائيلية في القطاع الخاص من مطاردة للكوادر التكنولوجية العاملة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ممن يعتبرون "الماس" الحقيقي للمخابرات الإسرائيلية، يعتبر انتهاكا للأمن القومي الإسرائيلي".
وأضاف يوآف ليمور في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "أكبر ميزة للوحدة الاستخبارية 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- أمان، هي القوى العاملة، حيث تتلقى الوحدة بيانات عن جميع المجندين المستقبليين لها، ممن يبلغون 18 عاما، ويتم اختيار أفضلهم، وإخضاعهم لبرنامج تدريبي، ومنحهم الخبرة المهنية".
وحسب ليمور، وثيق الصلة بالمؤسستين الأمنية والعسكرية، أنه "يمكن وصف الوحدة الاستخبارية 8200 بأنها أفضل مدرسة للمهن الإلكترونية بمختلف أنواعها، وهو ما يضعها في طليعة التكنولوجيا العالمية، وفي عدد قليل من المجالات في مكانة القمة، لأن قوتها البشرية ليست فقط الأفضل، بل أيضا الأكثر مهارة".
وأشار إلى أن "الكادر الإسرائيلي البالغ من العمر 22 عاما، ويعمل في وحدة 8200 ليس بالضرورة أكثر موهبة من نظيره البريطاني أو الأمريكي أو الروسي، فهو أسوة بهم خريج علوم كمبيوتر، لكنه أكثر خبرة، وفي كثير من الحالات شارك في تطوير تقنيات وعمليات أمنية واستخبارية خارج خطوط وخيال العدو، وهذا ما يجعل أفراد وحدة 8200 جذابين للغاية للقطاع الخاص الإسرائيلي".
وأوضح أن "كل من خدم في هذه الوحدة اجتاز مصفاة التدريب على العمل في مدرسة ذات شهرة عالمية، مع أن متوسط الدخل الشهري لكادر الوحدة ذو خبرة مهنية لا تقل عن عشر سنوات لا يزيد عن ستة آلاف شيكل شهريا، ما يعادل 1700 دولار، في حين تقدم له الشركات المدنية والخاصة خمسة أو ستة أضعاف، وفي بعض المناصب الحساسة أكثر بعشر مرات".
وأضاف أن "وحدة 8200 تبذل الكثير من الجهود في محاولة للحفاظ على أفضل من فيها من كوادر، وتقدم دراسات أكاديمية مجانية لهم، ويصبحون ضباطا فيها، ولديهم ميزة رئيسية لا تتوفر في سواها من الشركات أن عناصرها يعملون في بيئة عالية الجودة من جهة، ومن جهة أخرى أنهم يعرفون أن أفعاله تخدم بشكل مباشر أمن إسرائيل، وبالنسبة للكثيرين منهم، فإن هذا يكفي".
واستدرك بالقول بأن "هناك من أفراد الوحدة 8200 من يجذبهم المال الضخم من القطاع الخاص، أو الرغبة ببدء مشروع ناجح والثراء بشكل مستقل، مما يدفعهم لمغادرة الوحدة، وهذه الظاهرة تضر بشكل مباشر بأمن إسرائيل، لأن هذه الشركات الخاصة تريد الاستفادة من معرفة كوادر الوحدة 8200، وخبرتهم الفريدة، من أجل كسب المال؛ في حين أن إسرائيل تخسرهم".
ودعا الكاتب إلى "التأكد من أن هذه الشركات لا تخرق القانون، وضرورة خضوع من يعملون فيها لإجراءات أمنية إسرائيلية خاصة بوزارة الحرب، على أن تكون هذه الإجراءات صارمة، كي لا يتضرر التفوق المهني التكنولوجي للوحدة 8200، واحتمال تسرب التقنيات منها، مما قد يضر بها مهنيا وتشغيليا".
وختم بالقول: "هذه الظاهرة تشير إلى احتمالية أن تتصاعد معركة المخابرات الإسرائيلية مع الشركات الخاصة، للمحافظة على كوادرها من التسرب إليها، وفي هذه الأثناء تُبذل داخل الوحدة 8200 محاولات لإغلاق الثغرات، ورسم خطوط حمراء، ليس من أجل إغراء استباقي لموظفيها، ولكن لمنحهم المزيد من الثقة بهم".