هل تسمحين لزوجك أن يرد على هاتفك النقال أو يطلع على رسائل البريد الإلكتروني الخاص بك؟، وهل تسمحين له بأن يفتح حقيبتك ويبحث فيها "على كيفه"؟, وكيف تقابلين تدخله في هاتفك النقال وقراءة الرسائل وسؤالك عن كل رسالة موجودة به؟, هل تجيبين بأن هذه خصوصية؟، وهل يعتقد أن من حقه أن يعرف كل صغيرة وكبيرة عنك حتى لو كنتِ تدخرين مبلغًا صغيرًا من المال دون علمه؟ عزيزتي حواء لتعرفي الإجابة عن الأسئلة التالية يُجيبك الاختصاصي التربوي د.فوزي أبو عودة في السياق التالي: [title]عقد شراكة[/title] يلفت أبو عودة الانتباه إلى أن عقد الزواج هو عقد شراكة لحياة متكاملة, وهذه الشراكة هي انفتاح للعلاقة بينهما، على أن لا يستأثر أحدهما بقرار الآخر. ويوضح أنه من أجل العلاقة الانفتاحية بين الزوج والزوجة لابد من المكاشفة، وهذا يعني ألا يخفي أحدٌ منهما عن الآخر شيئًا في حياته الشخصية؛ حتى تسري الثقة بينهما. ويشير الاختصاصي الاجتماعي إلى أنه في حال تكون الثقة فإن قاعدة نجاح تلك الشراكة تعم, لكن هذا لا يعني أن يكشف كل منهما للآخر أسرار العمل _على سبيل المثال_ إذا كان في حاجة إلى السرية. ويضيف د.أبو عودة: "هناك كثير من الأعمال ليست بحاجة إلى السرية، وكشفها للآخر لا ينجم عنه أي ضرر أو أذى، وهنا تجب المكاشفة". ويتابع: "أما الأسرار التي يمكن أن ينجم عنها ضرر أو أذى فلا يجوز المكاشفة عنها، وذلك من باب "درء المفاسد خير من جلب المنافع", فقد تتعلق بأمور شخصية لأيٍّ من الرجل أو المرأة، تمس بالشرف وقيم الدين العظيمة". ويذكر أن هناك بعض الأمور قد يكون التكتم عليها من باب الضرورات الأمنية، وبعض الأسرار التي لا ينبغي للآخر أن يطلع عليها. [title]أرقام[/title] ويحض الاختصاصي التربوي كلا الزوجين على المكاشفة بينهما، وألا يتركا من تلك الأسرار شيئًا إلا ما يكون فيه ضرر يقع عليهما أو على غيرهما بتلك المكاشفة. ويؤكد أبو عودة أنه من ضمن الأمور الخاصة ألا يكون هناك علاقات سرية مشبوهة بين الزوج ونساء أخريات غير زوجته، وكذلك بين الزوجة ورجال آخرين، فهذا _حسب أبو عودة_ لا نقاش فيه؛ لأنه محرم من الأساس. ويزيد: "في حال بقاء تلك العلاقة السرية ستكون الفاجعة عندما يكتشف الآخر تلك العلاقة، ومن الأمور التي يمكن أن تُحدِث المشاكل بين الزوجين أن يحتفظ بأرقام نساء على جواله من باب علاقة العمل بينه وبينهن، وهنا لابد له أن يوضح لزوجته تلك الأرقام وصاحباتها ونوعية العمل بينه وبينهن، وكذلك الأمر مع الزوجة, فلو احتفظت بأرقام رجال غرباء على جوالها من أجل إتمام أعمال مهنية معينة عليها أن تطلع زوجها على ذلك، وبتلك المكاشفة تزرع الثقة بعيدًا عن أي ريب أو شك". وفي النهاية ينصح أبو عودة الزوجين بأن يسمح كل منهما للآخر بمتابعته، لكن ليس من باب الشك أو نزع الثقة من الآخر، إنما من أجل الاطمئنان على الآخر لا أكثر.