سنعيدُ الكرّةَ عليكُم مرةً أو مرّتين، وسنغيرُ عليكُم قدرًا معلوماتيًا يبعثرُ أوراقكم، سنسيلُ الحبرَ علَى خططكِم، هذه أقلامُنا وهذه عقولُنا تطوفُ هدرًا من موجِ بحرِنا غربًا، لتسافرَ كصقورٍ سمراءَ بمخالبِ السّرايا تمزّقُ تجنيدكَم، وترسلُ كالسّماءِ غمامًا وضبابًا تشوّش رؤيتكم، وتستبيحُ أجهزةَ مخابراتِكم بقوةٍ من اللهِ.
كيفَ خطّطتمُ ونفذتّمُ إسقاط ضُباط الموتِ الإسرائيليين، في بيتِ الوهن، وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوتِ، تنسجونَ على خُيوطِه، كلماتِ سرٍ ورموزٍ خاصّة، ضربتم بِها معاقله، ومزقتم أجهزةَ رصدِه، فتلاعبتمُ بِه، كملهاةِ طفلٍ في يديه.
تبسّم أجهزة مخابراتِ العدوِّ، ولم تدم ابتسامتُهم طويلًا، وتحوّل صيدُهم الثّمين، إلى جانٍ يستبيحُ عقولَهم، ويقتحم أزقّةَ فكرهِم، ويتجوّل في عروقِهم، كمجرى الدّم من عروقِ ابن آدم.
إنّها لمعركةٌ استخباراتية طويلةٌ، تسلّح بِها العملاء المزدوجون بالأناةِ وبالنفس الطويلِ، فكيفَ تواصلوا مع العدو تزامنًا مع أجهزة أمن سرايا القدس، دون أن تنتبه ترسانة العدو الأمنية، الذي بدت بتروسٍ إنجليزية قديمةٍ منذُ الانتداب البريطاني، وكيف ملكَ مقاتلوها رباطة الجأش وقوة القلب للتواصل إلى ما بعد السلك الحدودي، والوصول لمقابلة ضباط المخابراتِ، والخضوع لجهاز فحص الكذبِ، دون أن يثيروا ريبة العدو.
إن ضرباتِ المقاومةِ لأجهزة استخبارات العدو، ضربةٌ تتلوها ضربةٌ، ولقد وجهّت أيضًا كتائب القسام، من قبل ضربات موجعة لأجهزة العدو، بالطريقةِ ذاتها، تضعفُ روحَ الجاسوسية والعمالة لضعاف النفوس، وباتوا تحت نيران المقاومة الفكرية، وفي مرمى قذائف الحروب الاستعلامية، إنها لمعركة باردةٌ ساخنةٌ، كإعصارٍ يعصفُ بالعدو وأذنابه.
سلامٌ لكل مقاومٍ حُرٍ يخوضُ معاركَ الشرفِ والبطولةِ ضد هذا العدو المجرمِ، الذي يستغل ظروفَ شعبنا، واستقطاب ضعاف النفوس ومريضي العقول، والشاذين، للانضمام إلى ترسانته الأمنية، لضرب شعبنا في مقتلٍ، وهي فرصةٌ لا تتكرر مرتين لكل من يحاول العدو جرهم لمربعه، أن يقلبوا السحر على السّاحر، وأن يكونوا سندًا لشعبهم ومقاومتهم، وأن يوجهوا رسالة لهذا العدو، بأنّا جندُ اللهِ في أرضِ الله، عقولُنا تحتضنها أرضُنا ومقاومتنا، فلن أسلم أو أبيع، من أجل ثمنٍ بخسٍ، فنحن لا نُشترى ولا نُباع، خلوا أموالكم لكم، فلن نبيع دماءنا فقد خُلقت لأن ترتقي فداءً لهذه الأرض المقدسةِ.
السلّام عليكم سرايانا العظيمة، السلامُ على مقاومتنا، السلامُ على مجاهدٍ ومقاومٍ ومقاتلٍ ضد هذا المشروع الإسرائيلي الإجرامي التوسعي، السّلام عليكم جهاز أمن سرايا القدس، والحكاية لم تنه بعد.