تمر عقارب الساعة ببطء شديد في منزل ذوي الأسير الغزي "شادي البابا"، ويتثاقل عداد الزمن مع انتظارهم لزيارة ابنهم المعتقل في سجن "ايشل" الإسرائيلي. وتنشغل العائلة في التفكير بلحظة استقبال ابنهم المعتقل لدى الاحتلال منذ 9 سنوات وثلاثة شهور، بعد منع زيارات أسرى غزة لمدة 6 سنوات. وسمح الاحتلال باستئناف زيارات أسرى غزة عقب الاتفاق الذي أبرمه الأسرى برعاية مصرية في 14 مايو الماضي في ختام إضراب "الكرامة" الذي استمر لـ28 يومًا. وترتسم على وجه الحاج "رمضان البابا" والد الأسير ملامح تمتزج فيها الفرحة بالدموع في انتظار أول زيارة لنجله المحكوم بالسجن 13 عامًا. وأوضح رمضان (67 عاماً) في حديث لـ[b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b] أنّه يتشوق لرؤية ابنه بشكل كبير وينتظر دائمًا أي أخبار أو رسالة تصله منه من داخل السجن. ولا يمل الحاج رمضان من الاعتصام مع الأسرى داخل السجون في مقر الصليب الأحمر الدولي، كنوع من التضامن معهم. ويوضح أنّ أكثر ما يجعله مطمئنًا على ابنه، أنّ حالته الصحية جيدة، "ويُطمئننا عنه بعض الذين يخرجون من السجن بشكل متواصل". لكنّ الحاج رمضان يخشى أن يمنع الاحتلال عنه زيارة ابنه، مبينًا أنّه كان يمنعه قبل فترة منع الزيارات بحجة أنّه "ممنوع أمنيًا". وتُعاني والدة الأسير البابا حالة صحية صعبة، حيث أنّها -وفق زوجها- تُعاني من الضغط والسكر وغضروف في ظهرها. ويتخوف الحاج رمضان من أن تُفارق زوجته الحياة قبل أن تستطيع رؤية ابنها الذي تتمنى رؤيته كل ساعة. ويقول: "فرحتنا في البيت منقوصة، ولا تكتمل إلا بخروج شادي وتبييض السجون من جميع الأسرى وهو يومٌ سيأتي لا محالة". ويلملم الوالد ذكريات السنين الماضية التي حُرم فيها من رؤية ابنه داخل السجن وخارجه، حيث يصف رؤيته بأنّه "يُعيد إليّ الحياة من جديد".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.