وسط التحذير من موجة حر شديدة تضرب البلاد خلال الأسبوع المقبل، تتضاعف الدعوات من المختصين إلى التزام المواطنين منازلهم، خاصة مع استمرار تفشي فيروس كورونا في فلسطين.
ووفق دائرة الأرصاد الجوية، من المتوقع أن تبدأ الموجة غدا السبت وتستمر نحو أسبوع كامل، وهي فترة نادرة جدا من حيث طول فترة التأثير، وسيكون هناك ذروتين الأولى بداية الأسبوع، والثانية نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع الذي يليه، وفِي الحالتين ستكون الأجواء شديدة الحرارة.
وتنبأت الأرصاد أن تكون درجات الحرارة أعلى من معدلها السنوي العام بحدود 9-10 درجات مئوية، والرياح شمالية غربية إلى شمالية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحيانا والبحر خفيف ارتفاع الموج.
وأكد مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، أن ارتفاع درجات الحرارة وذروتها ستكون يوم الأحد، وفي مدينة القدس سترتفع إلى 39 درجة أعلى عن معدلها بـ10 درجات، لكن يوم الاثنين ستنخفض درجة الحرارة قليلا وستظل مسيطرة موجة الحر على البلاد، لكن بوتيرة أقل تتراوح من 7- 9 درجات.
وشدد أبو أسعد على ضرورة الالتزام بالبقاء بالمنازل خلال ساعات الذروة، لافتا إلى امكانية أن تمتد موجة الحر إلى 4 أيام أخرى.
وحذرت دائرة الأرصاد الجوية وجهاز الدفاع المدني، من ما يسمى "النسيان المميت" وهو ترك الأطفال داخل المركبات في ظل ارتفاع الحرارة داخل المركبة، مع تفقد وإزالة أي مواد قابلة للانفجار أو الاشتعال بفعل الأجواء المرافقة، ودعوة العاملين في القطاعات الانشائية والمزارعين ضرورة الحد من العمل تحت أشعة الشمس مباشر سيما في ساعات الذروة وتنظيم أوقات عملهم لتجنب العمل من الساعة 11 صباحا حتى الخامسة عصرا، ومنع إشعال النيران لأي سبب كان خلال هذه الأيام خاصة في المناطق المفتوحة والحقول الزراعية والأعشاب الجافة لتجنب امتداد النيران وصعوبة السيطرة عليها.
من جهته، حذر مدير صحة أريحا والأغوار أرب عناني، من خطر التعرض للشمس خلال الصيف عكس الاعتقاد الشائع أنها تساهم في القضاء على الفيروس المنتشر في الجو، سيما أن ذروة انتشار الموجة الثانية من كورونا في فلسطين بدأت خلال الصيف.
وأكد ضرورة التزام المواطنين بعدم الخروج من المنزل، والتقييد بأساليب الوقاية وعدم الاختلاط، إلا للضرورة مبكرا، وخلال فترة الليل لقضاء الحاجات أو اقتناء الحاجيات.
وأضاف أن التعرض إلى الحرارة الشديدة يسبب ارتفاع درجات الحرارة في الجسم، يمكن أن تؤدي إلى أعراض ومضاعفات أخرى، من جفاف وسقوط مباشر أو غيبوبة، ومضاعفات لمن يعانون من أمراض معينة، إلى حين انتهاء الموجة.
من جانبه، قال مدير زراعة محافظة أريحا والأغوار أحمد الفارس، إن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يساهم بشكل إيجابي في نضوج بعض المزروعات من هذا الموسم مثل، التمور، والجوافة، لكن في المقابل تصبح بحاجة إلى ري أكثر من المعتاد في هذا الوقت.
ونوه الفارس إلى أن هذا الموسم ينضج فيه محصول العنب، لكن على المزارعين أن يراعوا تظليل المحصول واستخدام طريقة الري التكميلي، بهدف التخفيف من أشعة الشمس على المحصول لتفادي الحصول على "حرقة" في طعم حبة العنب بسبب درجات الحرارة العالية.
وأضاف "أما بالنسبة للتمور ينصح بتخفيف كمية الري حتى تتحول الثمار من بلح إلى تمر، متوقعا زيادة سنوية في الإنتاج إلى نحو 12500 طن".
ودعت وزارة الزراعة إلى اتخاذ مجموعة من الإرشادات لمواجهة موجة الحر وحماية المزارعين في كافة أماكن تواجدهم في عدة قطاعات في الخضراوات والدواجن والحمضيات والمناحل، وأهمها: ري التربة صباحا، وتزويد حاجة الطيور لمياه الشرب خلال الذروة، ففي الوضع الطبيعي فإن نسبة مياه الشرب / العلف المستهلك = 1:2 (عند درجة حرارة 21) وعند درجة حرارة 38 تصل النسبة إلى 1:8 وبالتالي يلزم توفر هذه الكمية من الماء ويمكن زيادة عدد المشارب في القطعان الأرضية لمواجهة الطلب المتزايد على ماء الشرب، إضافة إلى نقل النحل من الأماكن المكشوفة الى الأماكن المكسوة بالأشجار من الأغوار إلى المناطق المرتفعة، وتقليل عدد مرات الكشف على خلايا النحل بحيث تكون مره كل أسبوعين تقريبا، وتظليل الخلايا بوضع الشبك الأبيض فوق أسراب الخلايا المكشوفة في الأغوار أو تحت المظلات الواقية المطلية باللون الأبيض العاكس لأشعة الشمس، وعدم التسميد أثناء فترة موجة الحر لتأثيرها الضار على النباتات.