16.41°القدس
16.13°رام الله
15.53°الخليل
20.86°غزة
16.41° القدس
رام الله16.13°
الخليل15.53°
غزة20.86°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

دلالات "مشبوهة"..

ما سر دفاع زوجة عرفات عن التطبيع الإماراتي؟

بعد سنوات طويلة من غيابها عن المشهد السياسي الفلسطيني عقب وفاة زوجها ياسر عرفات "أبو عمار" رئيس السلطة الفلسطينية السابق عام 2004، فوجئ الفلسطينيون بظهور زوجته، سهى الطويل، وهي تقدم اعتذاراً لحكام الإمارات بسبب حرق علم دولتهم من قبل مواطنين غاضبين من اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وخلال نشرها للاعتذار قدمت الطويل نفسها بأنها تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، رغم عدم وجود أي صفة رسمية لها، سواء في السلطة الفلسطينية أو حركة فتح، وهو ما أغضب الجهات الرسمية في السلطة.

وجاء اعتذار زوجة عرفات في توقيت خطير وغير مسبوق تشهده القضية الفلسطينية، وهو تطبيع دولة الإمارات مع "إسرائيل" وهي التي لا تربطها أي حدود، أو تخوض معها أي معارك.

واستخدمت الطويل رمزية زوجها الراحل أبو عمار خلال تقديم الاعتذار من خلال نشر صورة له برفقة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عبر حسابه في موقع "إنستجرام"، في محاولة للتأثير على وعي الفلسطينيين.

وكتبت الطويل في اعتذارها: "أريد أن أعتذر باسم الشرفاء من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الإماراتي وقيادته عن تدنيس وحرق علم الإمارات في القدس وفلسطين وعن شتم رموز دولة الإمارات الحبيبة".

ولم تكتفِ الطويل التي كانت مديرة مكتب زوجها أبو عمار، بالاعتذار للإمارات وإثارة غضب الفلسطينيين، بل هاجمت السلطة الفلسطينية، عبر قناة "مكان" الرسمية الإسرائيلية، وهددت قيادات فيها بنشر مذكرات الرئيس الراحل.

واستخدمت الطويل لغة قوية ضد السلطة الفلسطينية، من خلال قولها: "سأفتح أبواب الجحيم عليهم من خلال نشر قليل مما أعرفه، وسأحرقهم أمام الفلسطينيين".

مساندة مصرية

ومع الضجة الإعلامية التي أحدثتها الطويل، عمل النظام المصري، حليف الإمارات، على تصديرها من خلال السماح لها بالظهور عبر التلفزيون المصري؛ لتبرير اعتذارها للإمارات بأنه جاء لحماية الفلسطينيين.

ولم يكن موقف زوجة عرفات الوحيد المؤيد للإمارات، حيث رفض شقيقها وهو سفير فلسطيني لدى قبرص، جابي الطويل، تنظيم أنشطة مناهضة لاتفاق أبوظبي وتل أبيب في مجمع الوزارة، وهو ما استدعى من وزارة الخارجية الفلسطينية استدعاءه.

السلطة الفلسطينية بدورها لم تتأخر كثيراً عن الرد على زوجة أبو عمار،  حيث خرج عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبر قناة "مكملين" مهاجماً إياها بسبب مواقفها الأخيرة.

وأقدم العشرات من الفلسطينيين على حرق العلم الإماراتي، وصورة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، في ساحات المسجد الأقصى المبارك، بعد توقيع بلاده اتفاق سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي (الخميس 13 أغسطس) برعاية أمريكية.

"أداة" إماراتية

عضو المجلس الثوري لحركة فتح عضو المجلس الوطني الفلسطيني، تيسير نصر الله، اعتبر أن خروج "الطويل" في هذا التوقيت للاعتذار للإمارات بعد اتفاقها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي له دلالات "مشبوهة".

ولا تمثل الطويل، وفق حديث نصر الله، الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، وخروجها للدفاع عن الإمارات يأتي ضمن محاولات اختراق الجبهة والموقف الفلسطيني الموحد ضد صفقة القرن وقرارات "الضم" واتفاق الإمارات و"إسرائيل".

ويهدف خروج "الطويل"، كما يوضح نصر الله، إلى إحداث إرباك في الحالة السياسية الفلسطينية، ولكن لم تكن لها أي استجابة من قبل الشعب الفلسطيني.

ويوضح بالقول: "سهى الطويل قد تكون أداة من أدوات الإمارات، فهي تثير الشبهات حولها، وهي جزء من التحالف الذي ينشأ في المنطقة والذي يحاول قلب النظام السياسي الفلسطيني".

وحول تهديدات الطويل لقيادات السلطة، يقول عضو المجلس الثوري لحركة فتح: "قد يكون لديها بعض الملفات والوثائق لأنها عاشت مع عرفات وكانت مديرة مكتبه، ولكنها لن تشكل أي خطر أو تهديد ضد القيادة الفلسطينية أو حركة فتح تحديداً".

ووصف نصر الله الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بأنه "طعنة حقيقية في ظهر الشعب الفلسطيني وقضيته، وتشجيع للاحتلال على الاستمرار في الغطرسة ضد الشعب الفلسطيني".

وتريد سلطات الاحتلال من الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، حسب نصر الله، إيصال رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم تمكنوا من الاختراق الموجود منذ مبادرة السلام العربية، عبر التطبيع مع دولة بعيدة كل البعد عن الحدود الفلسطينية العربية.

ما علاقة دحلان؟

الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر أكدت، في مقال لها نشرته عبر حسابها في موقع "فيسبوك"، (الاثنين 31 أغسطس)، أن خروج سهى الطويل للاعتذار للإمارات جاء بتوجيه من تيار محمد دحلان.

ويريد دحلان، حسب خاطر، من خلال استخدام زوجة "أبو عمار" تصفية حساباته مع قيادات في السلطة وحركة فتح من جهة، ولاستغلال رمزية الراحل عرفات في التمهيد لنفسه والتمكين لتياره كسلطة بديلة للسلطة الحالية.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تداول الفلسطينيون صورة تجمع الطويل بدحلان، في دلالة على تحريكها من قبله، لكونه المستشار الأمني لولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.

الخليج أون لاين