اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن تطبيع دولتي البحرين والإمارات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، إعلاناً رسمياً بقبول صفقة القرن، و”بداية لتغيير المنظومة السياسية جذرياً في العالم العربي”.
جاء ذلك في حديث، الجمعة، على تلفزيون فلسطين، تعقيباً على إعلان الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين مملكة البحرين والكيان الصهيوني، بعد شهر من إعلان مماثل لتطبيع الإمارات.
وقال عريقات، إن “تطبيع الدولتين إعلان رسمي بقبول صفقة القرن، التي تضع المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والقدس الشرقية ومعراج رسول الله تحت السيادة الإسرائيلية”.
عريقات: “القضية الفلسطينية مفتاح السلام في المنطقة (..) ولو جاءت إسرائيل بـ193 سفارة إلى القدس، فلن يتحقق الاستقرار ما دام الاحتلال باق”
و”صفقة القرن” خطة سياسية مجحفة بحق الفلسطينيين، أعلنتها الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضاف عريقات، أن “ما قامت به مملكة البحرين لاحق لما قامت به دولة الإمارات قبل نحو شهر، ويشكل طعنة مسمومة في الظهر الفلسطيني والقضية الفلسطينية”.
وجاء إعلان اتفاق التطبيع البحريني، بعد نحو شهر من إعلان الإمارات اتفاقا مماثلا، حيث يرى مراقبون أن المنامة تابعة لأبوظبي.
وتابع عريقات: “الذي يقبل أن تكون لإسرائيل سيادة على الحرم القدسي (المسجد الأقصى) هو ينكر الإسراء والمعراج، وهذه فعلا ردة سياسية وردة عقائدية ولن نخجل من أحد”.
وأشار إلى أن “هذا اليوم سيدخل التاريخ على أنه يوم ميلاد تحالف أمني اقتصادي عسكري إسرائيلي عربي في المنطقة، اعتقادا من بعض صناع القرار في العالم العربي أنه بإمكانهم أن يقيموا نظاماً أمنياً عربياً على قاعدة ارتكاز إسرائيلية”.
وبعد إعلان اليوم، تكون البحرين الدولة العربية الرابعة التي توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979) والأردن والإمارات.
واعتبر أنه من “الوهم والعجز” الاعتقاد بأنه يمكن “بناء تحالف على وعود مسموعة من الصهاينة المتشددين، أمثال (مستشار الرئيس الأميركي جاريد) كوشنر، و(السفير الأميركي في إسرائيل ميلتون) فريدمان، و(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب”.
وأوضح أن “المبدأ الرئيس في العلاقات الأميركية الإسرائيلية أن العرب يجب أن يكونوا أضعف من إسرائيل”، مشيراً إلى أن “البحرين والإمارات دولتان قررتا رصد كل ما يملكان ليتم إعادة انتخاب (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو وترامب”.
واعتبر عريقات، أن “القضية الفلسطينية مفتاح السلام في المنطقة (..) ولو جاءت إسرائيل بـ193 سفارة إلى القدس، فلن يتحقق الاستقرار ما دام الاحتلال باق”، في إشارة إلى عدد الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وتابع “لا يوجد لدينا على أرض فلسطين فيالق من الإمارات أو البحرين وغيرها تحارب إلى جانب شعبنا في القدس والضفة وغزة، نحن نقف بأجسادنا وأجساد أبنائنا وبناتنا مدافعين عن عروبة وطهارة هذه الأرض ومقدساتها وسنستمر في ذلك”.
وسبق أن أعلن ترامب، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، الاعتراف بالقدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، ثم نقل السفارة إليها.
واستطرد: “سيعلم القاصي والداني أن من يريد السلام عليه أن يبدأ بعدم خداع الذات، وخلق مثل هذه التحالفات العسكرية الواهية، فليبدأ بتجفيف مستنقع الاحتلال، عدا ذلك كله مضيعة للوقت”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمام البحرين إلى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، عن خارجية بلادها، أن ترامب والملك حمد بن عيسى، اتفقا خلال مكالمة هاتفية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والمنامة.