من دواعي حقي كمواطن عربي أن أحلم ولو للحظات رؤية عابرة أو أضغاث أحلام جاءتني على حين يقظة أن الجامعة العربية قد نزلت عليها إرادة حرّة وسيادة مستقلة من السماء، عندئذ ماذا بوسعها أن تفعل؟
بداية لا بد من العمل لإعادة الاعتبار للجامعة وإعادة وزنها الذي فقدته على مرّ الأيام وأصبحت بلا وزن ولا قيمة تذكر وذلك من خلال الأعمال لا الأقوال.
نبدأ بالطموح العالي حيث ستختار لها إدارة ناجحة وأمينا عاما يعمل مع فريق عمل على خطة استراتيجية تنبثق عنها لجان في كل مجالات التطوير والسعي قدما نحو هدف الوحدة العربية وقد تكون متدرجة وعلى مراحل تبدأ بتقديم دراسات عن نماذج عالمية ناجحة في الإدارة الشاملة الموحدة للبلاد فبالإمكان البدء باتحاد اقتصادي كالاتحاد الأوروبي ثم باتحاد كونفدرالي ثم فيدرالي على سبيل المثال.
وحتى لا نرفع السّقف عاليا نخفّض قليلا بمعالجة الصراعات القائمة بتشكيل لجان تحمل صلاحيات عالية ومدعومة من الجامعة ذات الوزن الثقيل والفاعل فيبدأ العمل الجدي بتضميد الجراح النازفة ووضع الحلول الملزمة لكل أطراف الصراع وإذا لزم الأمر تبعث الجامعة قوات لفض الصراع على قاعدة " فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله" .
وإذا كان هذا السقف عاليا نخفضه قليلا بأن تنبثق عن الجامعة لجان إغاثة للوقوف مع المنكوبين والمناطق المهمشة وأن تقف الدول الغنية مع الفقيرة بمدّ يد العون وفتح المجال لتبادل الخبرات وتوزيع المساعدات وتشغيل الايدي العاملة والمساهمة في حل مشكلات البطالة بفتح المجال لها في الدول الغنية التي تحتاج إليها.
وبالإمكان طرح موضوع التنمية والتبادل التجاري والمعرفي ووضع الخطط لنهضة اقتصادية شاملة وتشجيع المنتج العربي وتطوير الصناعات المحلية وفتح الأسواق العربية لها وفق تسهيلات وتشجيعات تدعم هذه الصناعات والمنتجات.
أما موضوع الصراع العربي الإسرائيلي فيبقى في دائرة الصراع واشتباك النقيض مع النقيض وتبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية لأمة العرب وهذا يتطلب الوقوف الجادّ مع الفلسطينيين كالآتي:
تبنّي الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال تبنيا كاملا بحيث يتم دعم صمودهم بكل متطلبات الصمود من دعم اقتصادهم وتأمين أرزاقهم واعتمادهم على أنفسهم من خلال الاهتمام الكامل بتحسين اوضاعهم المعيشية وعدم اضطرارهم للعمل في مصانع وورش أعدائهم.
تعزيز الروح الوطنية للفلسطينيين واشعارهم بأنهم ضمن أمة عربية داعمة ومساندة لهم وهم جزء منها وهي جزء منهم وتدعيم الثقافة التي تصنع جيل النصر والتحرير وإعدادهم ليكونوا رأس حربة في عملية التحرير القادمة لا محالة.
تبني اسر الشهداء والأسرى وكل متضرر من الاحتلال بما يليق بتضحياتهم ويرفع من شأن القيم التي دفعتهم للتضحية في سبيل أوطانهم.
بث روح تحرير فلسطين في روع الجيوش والشعوب العربية والعمل الدائم بكل اشكال التعبئة الروحية والمادّية.
من حق المواطن العربي الحرّ أن يحلم وبداية التغيير تبدأ بحلم، وإذا كان لا بدّ من أن نحلم فلنحلم أحلام الأحرار، ولنرفع سقوفنا ما استطعنا لذلك سبيلا، خاصة وأن سقفهم يتهاوى وينتظر من يعمل على تسريع سقوطه.
أن نقول إن الإرادة الحرّة التي بدأنا بها المقال لا تنزل من السماء بل يصنعها أهل الأرض.