أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" ورأس الحربة للمقاومة الفلسطينية عن "السفينتان الكنز"، واللتين مثلتا بالفعل كنزا استراتيجيا في صناعة العتاد الأكثر رعبا للاحتلال.
فرغم الحصار وتضييق الاحتلال لمنافذ عبور السلاح للمقاومة، إلا أن "القسام" حفر في الأرض وغاصت عناصره في البحر، ليخرجوا من حيث لم يحتسب الاحتلال " ما يدك به حصونه".
ولأن لـ"القصة بقية"، يسلط تقرير "فلسطين الآن" الضوء على حكاية السفينتين البريطانيتين اللتين غرقتا قبالة سواحل قطاع غزة، إبان الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من 100 عام.
فهذا ما خبأه بحر قطاع غزة في باطنه، صواريخ ومتفجرات تٌقدر بالمئات، كان من المفترض أن تقصف بها البحرية البريطانية غزة خلال الحرب العالمية الأولى، لكن قدر الله كتب لها الغرق، لتستخرجها حديثا وحدة الضفادع البشرية التابعة لكتائب القسام، وتُعيد تدويرها في صناعة صواريخ المقاومة.
في هذا السياق، قال المؤرخ الفلسطيني وأستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية د. زكريا السنوار: "تمركزت المدمرة البريطانية Acron وسفينة المراقبة M15، قُبالة سواحل قطاع غزة عام 1917، وقصفتا قطاع غزة بشكل متواصل، ودمرتا مناطق واسعة منه، وأجزاء كبيرة من المسجد العمري الكبير".
وأضاف السنوار في حديثه لوكالة "فلسطين الآن": " حاول الطيران والمدفعية الألمانية إغراق السفينتين البريطانيتين، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، حتى تمكنت غواصة ألمانية من تدميرهما وإغراقهما في الحادي عشر من نوفمبر من العام ذاته".
وفي البحث عن المعلومات التاريخية للمدمرتين التابعتين للبحرية الملكية، تبين أن المدمرة البريطانية الغارقة من فئة Acron ، وهي عبارة عن مجموعة من عشرين مدمرة تابعة للبحرية الملكية، تم صناعتها عام 1910، وتصل حمولتها إلى 775 طن".
أما سفينة المراقبة الغارقة أيضا فهي من فئة M15، فهي واحدة من أربع عشرة سفينة تم صناعتها عام 1915، وتصل حمولتها إلى 540 طن، بها مدفع MK عيار (233.7 ملم)، ومدفع آخر من عيار (76ملم).
غرقت المدمرة الحربية وسفينة المراقبة الضخمة بكل ما فيها من عتاد ومتفجرات وأسلحة كانت موجهة إلى قطاع غزة، وبعد ما يزيد عن مائة عام على غرقهما، تمكنت المقاومة الفلسطينية في غزة من العثور عليهما، واستخراج جميع المتفجرات والصواريخ المتواجدة بهما، والتي قُدرت بالمئات.
صُنعت المدمرة البريطانية Acron عام 1910، وصنعت سفينة المراقبة M15 عام 1915، وأعلن الاحتلال دولته المزعومة عام 1948، لتكبر بذلك المدمرتين الاحتلال عمرا وعهدا، واليوم استخدمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مخلفات متفجراتهما ولا تزال في قصف كيانٍ لن يُكتب له البقاء، لتكون المتفجرات التي كانت موجهة صوب غزة، وسيلة لتُصوب صوب المحتل، فالعقاب اليوم من أداة الجريمة، فمن امتلك الإرادة لم يعدم الوسيلة.