انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات شعبية رافضة لاتفاقيتي التطبيع بين إسرائيل، والإمارات والبحرين، في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر، ضمن دعوة أطلقتها القيادة الموحّدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية في بيانها الأول، لاعتبار اليوم، يوما للغضب "الشعبي الانتفاضي"، رفضا لاتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل.
وتجمّع المئات في أماكن مختلفة، للمشاركة بهذه الفعاليات، رافعين الأعلام الفلسطينية، وستبلغ الفعاليات، ذروتها، مساء اليوم، تزامنا مع مراسم توقيع اتفاقيتي التطبيع، في البيت الأبيض، والتي ستجري بحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والبحريني عبد اللطيف الزياني.
ومن المقرر أن تنطلق عند الساعة السادسة، من مساء اليوم، وقفة حاشدة وسط مدينة رام الله، تزامنا مع توقيع اتفاقيتي التطبيع.
نابلس
وفي مدينة نابلس، ردد مشاركون في تظاهرة دعت لها القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، مجموعة من الهتافات منها :"نرفض التطبيع".
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتب على بعضها "لا للتطبيع مع الاحتلال"، و"لا نقبل أن تكون دماء شهدائنا سلعة للمتاجرة".
وطالب المشاركون الدول العربية خاصة والعالمية بالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، وحقوقها العادلة التي كفلتها الشرعية الدولية وإقامة الدولة المستقلة، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وقال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، محمد دويكات، إن "القضية الفلسطينية تواجه خطر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في إطار التصفية للحقوق المشروعة، والالتفاف على الثوابت الوطنية، التي يؤكد الجميع على التمسك بها".
وأضاف: "نحن نراهن على وعي الشعوب العربية الحرة المناوئة لسياسية التطبيع مع حكومة الاحتلال، وكل أحرار العالم الذين يقفون جنبا إلى جنب مع الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، التي لن نتازل عنها".
طولكرم
وعبرت فصائل العمل الوطني وفعاليات محافظة طولكرم عن استنكارها ورفضها للتطبيع المجاني من قبل الإمارات والبحرين مع إسرائيل، ووصفت هذا التطبيع خلال وقفتها الاحتجاجية وسط ميدان الشهيد ثابت ثابت بطولكرم، "بأنه مذل، ويستفرد بالقضية الفلسطينية، ويعمل على عزلها، مشددين على أن شعبنا الفلسطيني هو أهل القضية، ويقف رأس حربة للحفاظ على أرضه، ومقدساته، والكرامة العربية".
وقال منسق الفصائل، فيصل سلامة: "في هذا الموقف الجماهيري في طولكرم نطالب الأنظمة العربية وعلى رأسها الإماراتية والبحرينية العدول والتراجع عن توقيع هذه الاتفاقيات المذلة، وأملنا كبير في الجماهير العربية برفض هذا التطبيع المهين والمذل"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضاف سلامة: "نحن مع سلام عادل وشامل في المنطقة في ظل تحقيق الحقوق المشروعة والوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين ضمن القرار الأممي (194)، وتحرير الأسرى".
وشدد على أنه بدون هذه الحقوق وفي حال التنكر لها، فلن يكون هناك سلام ولا استقرار في ظل هذا التعنت الإسرائيلي الأميركي.
من جهته، اعتبر الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية الفلسطينية، محمد بليدي التطبيع "بأنه مؤامرة تحاك ضد شعبنا الفلسطيني، وهي ليست الأولى التي تتم بغطاء أميريكي لتصفية القضية الفلسطينية".
وأكد بليدي "أن شعبنا بوحدته قادر على إحباط كل المؤامرات، إضافة إلى الثقة العالية بكل الشعوب العربية التي تقف مع شعبنا ضد الأنظمة الخائنة".
وأهاب بالطبقة العاملة العالمية الوقوف مع شعبنا في مواجهة هذه المؤامرات، والضغط نحو تطبيق كافة القرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بعاصمتها الأبدية القدس العربية، وحق العودة للاجئين وإزالة كافة المستوطنات، وتحرير الأسرى.
بدوره، شدد وكيل وزارة الثقافة السابق، عبد الناصر صالح، على ضرورة إقرار مشروع نضالي متفق عليه، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وهو الرد الأمثل على كل محاولات طعن شعبنا في ظهره.
وقال: "نحن الشعب الفلسطيني أدرى بشعاب وطننا، ونقف بوحدة واحدة أمام كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا، ملتفين حول قيادتنا ومنظمة التحرير، من اجل تحقيق أهدافنا المشروعة في الحرية والاستقلال".
وأكد منسق اللجان الشعبية في حملة مقاومة الجدار في الضفة، سهيل السلمان، أنه من خلال هذه الوقفة نوصل رسالة للمطبعين بأن شعبنا وشعوب الدول التي طالما كانت مساندة لقضيتنا، ترفض هذه الاتفاقيات الخيانية، ومستمرون في هذه الوقفات بكل مكونات وفصائل شعبنا، لمواجهة هذا المشروع التصفوي.
الخليل
ونظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي والفعاليات الوطنية والشعبية، وقفة احتجاجية على دوار بن رشد وسط مدينة الخليل، رفضا للاتفاقيتين.
ورفع المشاركون في الوقفة التي شارك فيها ممثلو المؤسسات الوطنية والأهلية، وحشد من المواطنين علم فلسطين، ولافتات رافضة للتطبيع، منها: "لا للتطبيع لا لسياسة الضم وستبقى فلسطين عربية"، و"سنبقى الأوفياء لتضحيات شعبنا ولن نساوم"، و"سنسقط صفقة العار وكل المطبعين".
وقال الممثل عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، محمد البكري، إن "شعبنا في الداخل والشتات توحد في مواجهة تطبيع الذل والهوان، وسيبقى على عهد الشهداء والأسرى والجرحى (...) رافضا الضم والتطبيع".