توافق اليوم الذكرى الثانية لتنفيذ الشهيد أشرف نعالوة لعملية "بركان" الفدائية، والتي قتل فيها مستوطنين اثنين وأصيب آخر بجراح خطيرة، ليبدأ بعدها رحلة مطاردة استمرت 67 يومًا، جسد خلالها بطولة المقاومة.
ولم يظهر على الشهيد القسامي أشرف نعالوة أمام الناس أي نشاط سياسي أو انتماء حزبي منذ البداية ولم يشعر أحد بشيء، فقد كان كتوماً، وكانت العملية مفاجئة وصادمة للجميع، حتى للاحتلال الذي منحه إذن للعمل داخل المغتصبة.
فقد ذكر الاعلام العبري، أن نعالوة من سكان قرية شويكة في طولكرم "خرج من الظلام" ليشكّل لغزًا كبيرًا ومحيِّرًا لمسؤولي استخبارات الاحتلال وأجهزته الأمنية، حائرة ما بين إن كان قد نفذ العملية بشكل منفرد أم منظم.
ونفذ الشهيد نعالوة بتاريخ 7-10-2018م، عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنين وإصابة ثالث بجراح خطيرة، داخل المنطقة الصناعية بركان في مغتصبة "أرئيل" قرب مدينة سلفيت شمالي الضفة.
مطاردة بطولية
وبدأت بعد العملية رحلة المطاردة للشهيد، وسخرت الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال إمكانيات كبيرة للوصول إلى نعالوة، وبشكل متواصل اقتحمت القرى والبلدات في الضفة وضاحية شويكة بطولكرم.
ووضع الشهيد أشرف نعالوة الأجهزة الأمنية للاحتلال ومؤسساتها وكل ما تملكه من تكنولوجيا حديثة تحت المُساءلة لمدة 67 يوما، فهو بقدرته على التخفي طوال هذه الأيام استطاع أن يكسر شوكة التكنولوجية وقوات الاحتلال الاسرائيلي معاً.
خطورة فائقة
توقع الاحتلال أن يكون المنفذ وحيداً في المجتمع فلا يستطيع التواصل الإلكتروني ولا غيره، حيث لاقى نعالوة مساندة وتعاضد أبناء فلسطين لنصرة قضيتهم وعدم الارتهان للخارج أو الخضوع للضغوط الإسرائيلية التي غايتها فقط إحباط الشعب الفلسطيني وتفريغ قضيته من محتواها.
وكانت تكمن خطورة أشرف نعالوة بالنسبة لـ "الشاباك" وقوات الاحتلال، في أنه بات "يشكل نموذجًا يُحتذى للشبان الذي يخططون لتنفيذ هجمات منفردة في ظل أوضاع يرى الشاباك أنها متوترة أصلاً".
إضافة لذلك، اعتقد "الشاباك" - بناءً على تحليل وصية نعالوة - أنه كان مسلحا ويملك ذخائر ويتحين فرصةً لشن هجومٍ عندما تسنح له الفرصة بذلك، لهذا فإن جيش الاحتلال عاش حالة استنفار على الشوارع الالتفافية شمال الضفة الغربية.
تخبط وانتقام
وشن الاحتلال بعد العلمية حملة واسعة من التنكيل بحق والديه وجميع أفراد العائلة وأصدقاءه، حتى أن ضباط مخابرات الاحتلال اصطحبوا شقيقته التي تسكن في نابلس مرات عدة لأماكن الاقتحام كي تطالبه بتسليم نفسه، كما كان ضباط مخابرات الاحتلال يتواصلون معهم دوماً عارضين صفات لتسليمه والإدلاء بمعلومات عنه.
كما حذرت كل أفراد البلدة من تقديم المساعدة له، فيما اعتقلت والدته لـ18 شهرا بتهمة علمها بنية ولدها تنفيذ عملية فدائية، كما هدمت منزله في محاولة من حكومة الاحتلال للانتقام ما فعل.
وارتقى الشهيد القسامي أشرف نعالوة في اشتباك مسلح في مخيم عسكر في مدينة نابلس في 13-12-2018 بعد شهرين من الملاحقة.