خرج علينا القيادي في حركة فتح السيد روحي فتوح بتصريح نشاز، يؤكد فيه أن فكرة المصالحة لم تنضج عند بعضٍ بغزة، أما السيد عزام الأحمد (أعده مسؤول ملف التوتير في المنظمة) فقال: "إن حركة حماس تتحمل المسؤولية عن تعطيل المصالحة"، مؤكدًا أنها لم ترسل حتى الآن ردها بشأن المصالحة وإجراء الانتخابات.
ما قاله فتوح كلام صحيح ولكنه غير مكتمل وفيه تضليل، بعضٌ في غزة يرفض المصالحة أو من الصعب عليه تقبلها حتى الآن، ولكن الغالبية مع المصالحة، وهناك تنازلات قدمتها حركة حماس تثبت أن المصالحة تمثل لها قرارًا استراتيجيا، وفي رام الله هناك من يريد المصالحة ولكن على مقاس منظمة التحرير وفصائلها، ولذلك نرى كل يوم تعديلات -وهي تنازلات من جانب حماس- على ما اتفق عليه في القاهرة وما بعدها، ولذلك ليس من حق السيد روحي فتوح أن يصرح أو يلمح بأن حماس لا تريد المصالحة، أما السيد عزام الأحمد فهو لا يظهر على وسائل الإعلام إلا من أجل إحباط الشعب الفلسطيني بتصريحاته التوتيرية، وبمجرد ظهوره ندرك أن الأمور لا تسير جيدًا، بغض النظر عن تصريحاته أصحيحة هي أم غير صحيحة.
التصريحات الأخيرة للأحمد تتناقض مع تصريحات الأخ جبريل الجوب مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، الذي يؤكد أن كل شيء يسير على ما يرام وفي تقدم مستمر، وكذلك أكد الأخ صالح العاروري الحالة نفسها، أي أن تصريحات الأحمد غير صحيحة، ولا ندري من الذي دفعه ودفع روحي فتوح للإدلاء بهذه التصريحات.
منذ بداية الانقسام أؤكد في مقالاتي أن المصالحة الداخلية ممر إجباري، وفصائل منظمة التحرير هي التي ستكون مضطرة ومجبرة أكثر من حماس، والدليل أن المنظمة مدت يدها للمصالحة أكثر من مرة ثم سحبتها، وكأنها تستخدم ملف المصالح ورقة ضغط على أطراف خارجية، ولكن الظروف الحالية مختلفة عن ذي قبل؛ فالأطراف الخارجية كلها تقريبًا غدرت بمنظمة التحرير وقيادتها، ولذلك هناك أمل كبير في إتمام المصالحة، ومشاهدة الخصوم يتعانقون رغم كورونا ورغم ما تخفيه نفوسهم من مشاعر متضاربة، ونحن نرحب بذلك فقط من أجل قضية فلسطين ومصالح الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمنًا غاليًا في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.