نفى النجم الفرنسي بول بوغبا التقارير الإعلامية المغلوطة عن اعتزاله اللعب دوليا للمنتخب الفرنسي، وذلك اعتراضا على التصريحات التي أدلى بها الرئيس إيمانويل ماكرون حول “الإرهاب الإسلامي”، بجانب التصعيد الأخير لأزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد.
ونشر بوغبا على حسابه على تويترصورة للخبر المزعوم، الذي نشرته صحيفة “ذا الصن” البريطانية، بعنوان “خبر زائف”.
— Paul Pogba (@paulpogba) October 26, 2020
واللافت أن صحيفة “ذا صن” ( الشعبوية اليمينية) نفسها، التي سارعت إلى نشر نفي بوغبا، كانت هي من زعمت نقلا عن ما أسمتها مصادر إعلامية في الشرق الأوسط (بينما وضعت في الحقيقة رابط موقع عربي مغمور)، بأن أغلى لاعب في تاريخ مانشستر يونايتد، قرر التوقف عن ارتداء قميص منتخب الديوك، ليس فقط لغضبه الشديد من استفزازات ماكرون وحكومته، بل أيضا لشعوره بالإهانة، لا سيما بعد تكريم المعلم الفرنسي الراحل، بمنحه وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام مدني في البلاد، تقديرا لحقيقة أنه ضحى بحياته لمحاولة شرح أهمية حرية التعبير.
وزعمت الصحيفة نقلا عن نفس المصدر “الملفق نفسه”، أن بوغبا اعتبر قرار تكريم المعلم، بمثابة الإهانة للمسلمين، خاصة وأن الإسلام يحتل المرتبة الثانية في فرنسا بعد المسيحية، وذلك تزامنا مع دعوات الملايين في حوالي 57 دولة مسلمة حول العالم، من أجل مقاطعة المنتجات الفرنسية، ردا على تعهد ماكرون بعدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية التي تصور النبي محمد.
ومعروف أن بوغبا لم يولد كطفل مُسلم، بل اعتنق الدين بحكم علاقته الوثيقة بأصدقائه المسلمين، وأيضا بعد رحلة بحث طويلة، انتهت بتعلق قلبه بالصلاة وكل شعائر الدين الإسلامي، بما في ذلك السفر أكثر من مرة إلى مكة والمدينة لتأدية مناسك الحج والعمرة، كما روى بنفسه في مقابلة حصرية مع صحيفة “تايمز” في صيف 2019.
وظهر صاحب الـ27 عاما بقميص المنتخب الفرنسي للمرة الأولى عام 2013، والآن أصبح في سجله عشرة أهداف من مشاركته في 72 مباراة دولية، والأهم من ذلك، أنه كان من الركائز الأساسية التي ساهمت في حصول المنتخب على مونديال روسيا 2018.
وانقلب العالم الإسلامي على الرئيس الفرنسي في الأيام القليلة الماضية، لخروجه عن النص، بتصريحات اعتبرت أنها استفزازية وعدائية لدينهم ورسولهم، وذلك قبل وبعد وقوع حادث قطع رأس معلم اللغة الفرنسية صاموئيل باتي، على يد لاجئ شيشاني شاب.