قالت صحيفة إسرائيلية الأحد، إن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وعودته للاتفاق النووي مع إيران، سيكون بمثابة "ضربة مزدوجة" للسعودية، التي تمثل الخصم اللدود لطهران، وخاصة لولي العهد محمد بن سلمان.
وتطرقت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال نشرته للمحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، إلى تصريحات بايدن عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، والتي قال فيها إنه "سيتعين علينا إعادة تقييم علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية".
وأكدت الصحيفة أن "العديد من المشرعين من كلا الحزبين يشاركون بايدن موقفه، ويرون أن ابن سلمان، مسؤول بشكل مباشر عن مقتل خاشقجي، ويعتقدون أنه يجب أن يكون مسؤولا عن ذلك".
ولفتت إلى أن ابن سلمان لم يزر واشنطن منذ جريمة القتل، لكنه حصل على دعم مستمر من الرئيس الحالي دونالد ترامب، رغم أن ذلك كان له ثمن، منوهة إلى أن الكونغرس قرر عدم بيع أسلحة للسعودية، بسبب استخدامها في اليمن، لكن ترامب تجاوز هذا الحظر، وأجبر ابن سلمان على التفاوض مع الحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب نجح أيضا في إجبار السعودية على التوصل إلى اتفاق مع روسيا، بشأن مستويات تصدير النفط، ما رفع أسعار النفط، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وشددت "هآرتس" على أن بايدن يعتبر "أنباء سيئة" لابن سلمان، ولكن إذا تم انتخابه، فسيضطر للتصالح معه، معتقدة أنه "ربما يكون ذلك أحد الأسباب التي تدفع السعودية لتأجيل التطبيع مع إسرائيل، حتى لا تأتي خاوية الوفاض، لإعادة تأهيل علاقاتها مع الولايات المتحدة".
وكانت وكالة "رويترز" الأمريكية، تحدثت الأسبوع الماضي، عن تنامي القلق السعودي بحال فوز بايدن، بالانتخابات الرئاسية مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وذكرت الوكالة أن ابن سلمان تمتع بحرية شبه مطلقة في ظل العلاقة الشخصية التي ربطته بإدارة ترامب، غير أن الأمير الجريء الذي يتولى تسيير الأمور في المملكة، سيضطر للسير بخطى وئيدة أكثر حذرا إذا ما فاز الديمقراطيون في انتخابات الرئاسة، ورسموا مسارا آخر للعلاقات الاستراتيجية.
ولفتت إلى أن سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان، والجريمة الوحشية التي راح ضحيتها خاشقجي، واعتقال الناشطات والحرب في اليمن، ستكون نقاط خلاف رئيسية مع إدارة بايدن.
وذكرت أن القضية التي تشغل البال في السعودية، هي كيف سيتعامل بايدن مع صواريخ طهران الباليستية ودعمها لقوى إقليمية تعمل لحسابها في أي محادثات لإحياء الاتفاق النووي الدولي مع إيران، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018.