قال محللان سياسيان فلسطينيان إن "حركة حماس، لم تكشف عن كامل قدراتها العسكرية بعد، رغم إعلانها صراحة عن امتلاك أسلحة متطورة في تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة". وأطلقت كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، رشقات صاروخية كثيفة على المدن الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، قبل أن توسع دائرة الاستهداف لتصل إلى مدينتي تل أبيب والقدس، كما أعلنت عن إطلاقها أكثر من صاروخ "أرض جو" تجاه طائرات حربية إسرائيلية. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس بالضفة الغربية عبد الستار قاسم: "إن كتائب القسام لم تكشف تماماً عما بحوزتها من أسلحة وقدرات عسكرية، ولكن بعض هذه الأسلحة تُعرف من خلال جولات القتال التي تخوضها المقاومة ضد اعتداءات الجيش الإسرائيلي". وأضاف أنه "كلما طالت مدة القتال ستتكشف المزيد من الأسلحة والمفاجآت القسامية، وهو ما أوصل إسرائيل إلى البحث عن تهدئة واستجدائها من الدول العربية عبر واشنطن". ورأى أن القسام أوصل "مجموعة رسائل للاحتلال مفادها أن استمرار العدوان سيقابل بالمزيد من المفاجآت ومواصلة قصف بلدات الجنوب، وأن المقاومة قوية وصلبة وإن إمكانياتها لا يعلم عنها أحد كحال صاروخ m75". ودأبت كتائب القسام طوال السنوات الماضية، على رفض الحديث حول قدراتها العسكرية، لكن جولات القتال تكشف عن بعض القدرات العسكرية لحركة حماس. من جانبه أرجع الكاتب الصحفي المخضرم سمير حمتو، إعلان كتائب القسام عن بعض قدراتها العسكرية بشكل تدريجي خلال جولة القتال الحالية مع إسرائيل إلي "طبيعة المعركة التي فرضها الاحتلال على غزة واستخدامه كافة الوسائل القتالية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بالإضافة إلي اغتيال القائد الكبير أحمد الجعبري، مما دفع القسام للرد بقوة، فاجأت الجميع". وتابع حمتو أن الظروف الميدانية اضطرت القسام للكشف عن بعض قدرتها للرد على العدوان ولتغير موازين القوي، حيث كانت في السابق إسرائيل تفرض المعادلات، إلا أن كشف القسام عن قدراته التي أذهلت الجميع جعلت زمام المبادرة بيدها. وأشار إلى أن القسام "لم يكشف عن جميع ما لديه من قدرات عسكرية، وأن الكثير من المفاجآت لم تعلن عنها بعد". وأضاف أن كتائب القسام أوصلت من خلال كشفها عن الأسلحة رسالتين لإسرائيل، الأولى أن "الظروف اليوم قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه في عام 2008، وأنها قادرة على رد الصاع صاعين وضرب أهداف بصواريخ محلية". والرسالة الثانية بحسب حمتو، هي أن "الوضع الميداني مختلف فحماس اليوم محاطة بدول الربيع العربي التي أعربت عن تضامنها ووقوفها إلي جانب غزة، وأنها ليست وحدها في الميدان".