أثنى البروفيسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، على الإنجاز الكبير والنصر المؤزر الذي حققته المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في قطاع غزة على العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن زمن الهزائم قد ولى إلى غير رجعة. وقال قاسم في حديث خاص بــ"[b][color=red]فلسطين الآن[/color][/b]" الخميس 2012/11/22: "إن العالم أجمع وقف على قدم واحدة وهو يرى المقاومة الباسلة تهزم أعتى الجيوش، متسلحة بإيمانها الصادق وقدرتها على الصمود والمناورة". وأضاف: "كان العالم متفرجا لا أكثر، ينتظر من حماس ان ترفع الراية البيضاء، لكن خاب ظنه ولم يحصل ما يريده، لأن الشعب الفلسطيني لا يعتمد على أحد سوى الله ومن ثم عزيمته وإصراره على النصر". وتابع: "موازين القوى والصراع ترجح الآن لصالح المقاومة بعد ان كانت لعقود طويلة في جانب الاحتلال، الذي لم يعتد على خوض أي معركة (على أرضه) فكل الحروب السابقة كانت على أرض الدول الأخرى، لكنه اليوم يخوض معركة في حدود فلسطين التاريخية، وهذا ما يؤكد أن المعركة الفاصلة اقتربت". وأضاف: "حتى أن لهجة العدو الإسرائيلي تغيرت، فقد كان يطالب بالقضاء على الحركات المقاومة الفلسطينية، بوصفها حركات إرهابية، لكنه اليوم تراجعت مطالبه إلى سعيه للهدوء فقط، مقابل المحافظة على "مواطنيه".. لقد خسروا كل شيء، وتنازلوا تحت الضربات الموجعة". [title]المقاومة تطورت جدا [/title] ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن ردة فعل المقاومة على اغتيال القائد الجعبري والعدوان الإسرائيلي على غزة لم تفاجئ الاحتلال وحسب، بل إن الكثيرين ذهلوا من هول ما فعلته كتائب القسام وبقية القوى المجاهدة، موضحاً أن "الكل كان ينتظر أن تستسلم حماس أو على الأقل أن تصمت على اغتيال قادتها، لكنها بضربها تل أبيب ومناطق كثيرة داخل فلسطين المحتلة أخرست الألسن التي كانت تزاود عليها". ويرى قاسم أن المقاومة تطورت كثيرا بعد حرب 2008-2009، فقد كانت طيلة هذه المدة تستعد جيدا وتطور أدائها وتعزز من قدراتها لأية مواجهة محتملة، وهذا ما كان، متسائلاً إن كان من أحد يتوقع أن يضرب العمق الصهيوني بصواريخ تنهال على رؤوس المحتلين؟. وأشار إلى أن العرب متخاذلون إلى أبعد مستوى، لكن "حماس أيقظتهم وأعادت لهم الكرامة والعزة وتغلبت على عدوهم اللدود". [title]السلطة ضائعة [/title] وشدد قاسم على أن موقف السلطة المتخاذل ليس بغريب، "فهي ومنظمة التحرير وحركة فتح ضد العمل العسكري ويجاهرون بهذا في وضح النهار. كما أنهم يعتقدون أن هذا الشكل من المقاومة يسد عليهم الطريق نحو استمرار مسلسل التسوية والتنازلات، ويعيق مخططاتهم التفاوضية". وزاد "لست مستغربا أيضا من موقف رئيس السلطة محمود عباس بعدم الذهاب إلى غزة. فهم منشغل بوهم الدولة غير العضو في الأمم المتحدة. ويعتقد أن ذهابه لغزة قد يفقده بعض التأييد". وتابع "على السلطة وفتح أن تستيقظ من غفوتها وتصحو على وقع جديد سطرته حماس والمقاومة.. أن تنفض عن نفسها الغبار وتعود لمكانتها ودورها .. وإن بقيت على حالها فالفناء مصيرها لا محالة". وأشاد قاسم بدور مصر ودول العرب الربيع، لكنه طالب بالمزيد من الدعم غير المحدود والمشروط للفلسطينيين، موضحا أن مصر خرجت من "حلف التواطؤ والذل العربي، لكنها لم تدخل حتى الآن في حلف المقاومة.. نحن لا نريدها وسيطا مع العدو، بل هي طرف أساسي في النزاع معه"، معربا عن قناعته أن الموقف المصري الحاسم تجاه العدوان الصهيوني على غزة أجبر العدو على الرضوخ وقبول وقف إطلاق النار.