قال كاتب إسرائيلي إن "الإعلان الفوري عن الاجتماع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو تأكيد على مؤشر الرياح الجديدة التي تهب في الخليج".
وأضاف الكاتب أريئيل كهانا في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21"، أن "ذلك يتزامن مع تزيين العديد من الهدايا التذكارية في مكتب رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، وتواصل أعمال التعاون الصامتة، والاجتماعات الغامضة التي عقدها نتنياهو في عواصم غير مألوفة بإسرائيل".
وأشار هكانا إلى أنه من "بين الهدايات الخليجية بمكتب كوهين، يوجد سيف جميل، وعلبة مذهلة لأجود أنواع السيجار، وأخرى من الأرشيف النووي الإيراني"، مؤكدا أن "الهدايا تكشف عن إنجازات الإسرائيليين منذ الصيف، وبفضلها لم تعد إسرائيل دولة صغيرة مهددة ببحر من العرب، بل باتت قوة إقليمية تلتف حولها الدول العربية من أجل مواجهة التحديات المشتركة".
قصة مختلفة
ولفت إلى أنه بدء من الأسبوع المقبل "ستغادر الرحلات الجوية من مطار بن غوريون مباشرة إلى دبي، وستمتلئ منازل الإسرائيليين بهدايا من الإمارات العربية والبحرين، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للسعودية، لأنها قصة مختلفة"، معتقدا أنه "سيمر بعض الوقت، قبل أن يقفز الإسرائيليون إلى الرياض".
وتابع: "لأن اللقاء بين نتنياهو وابن سلمان، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، شكّل حيلة دعائية"، مؤكدا أن "كل المؤشرات تشير إلى أن الأطراف أردوا تسريب قصة الاجتماع، لأنهم حتى يومنا هذا لم يجدوا صعوبة في إخفاء محادثاتهم".
واستدرك قائلا: "مع أن هذا ليس اللقاء الأول أو الثاني لهما، فقد تكررت حالات اختفى فيها نتنياهو لمدة 24 ساعة، ولم يلاحظ أحد ذلك، لكن هذه المرة، كلف أحدهم عناء ترك الكثير من العلامات الدالة على الاجتماع، كما لو أرادوا فقط أن يتم اكتشافها".
وأوضح أن "كل من يتابع جدول نتنياهو يعرف أنه معتاد على تأجيل اللقاءات، وعن تقديم تفسيرات لتغيبه، كما أن مسار الرحلة من مطار بن غوريون مباشرة إلى مدينة نيوم السعودية القادمة من خليج إيلات، تكشف الاجتماع، وهناك من قرر الطيران مباشرة من إسرائيل إلى المملكة، كما لو أنه يقول تعال، اكتشفني".
وأكد أن "الرقابة العسكرية حظرت في الماضي نشر معلومات عن اجتماعات نتنياهو مع ولي العهد السعودي، لكنها هذه المرة سمحت بالنشر، ولم يوافق على إبقاء الاجتماع سرا، ويمكن تقدير أنه فعل ذلك بتفويض وإذن من شركائه في الاجتماع، ابن سلمان وبومبيو، ومن بين هؤلاء الثلاثة المشاركين في الحوار، فإن الوريث السعودي هو اللاعب الرئيسي والروح الحية وراء عملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل".
السعودية متأخرة
وأضاف أنه "على عكس الإمارات العربية المتحدة والبحرين، اللتان شهدتا منذ سنوات عمليات انفتاح على العالم الغربي، فإن السعوديين متأخرون كثيرا، ففي دبي يتم بناء مركز عالمي للحوار بين الأديان يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا يهوديا.
واستكمل بقوله: "بينما في السعودية التي لا يوجد فيها جالية أو كنيس يهودي، فيدرك ابن سلمان أن مملكته بحاجة للانفتاح على العالم، لأنه يقود رؤية المملكة لعام 2030، وتشمل تطوير السياحة والاستثمار".
وزعم أن "ابن سلمان بصفته يحمل رؤية الجيل القادم للعالم، يدرك أنه لن يكون من الممكن تسويق السعودية كمملكة للاستثمار الأجنبي، ومنع النساء من قيادة السيارات، والاستمرار بمقاطعة إسرائيل، ويعرف أين يتجه، لكن والده الملك سلمان ما زال حيا ونشطا، وأكثر تأثيرا، ورغم أننا أمام مملكة وليست ديمقراطية، فإنها تشهد توازنات وكوابح وقوى معارضة، وابن سلمان ليس حراً بالمضي قدمًا دون حساب، وموافقته على كشف اجتماعه بنتنياهو تبدو بالونا تجريبيا".
وأكد أنه "من وجهة نظر سياسية، يبدو أن إسرائيل وصلت لأقصى الحدود مع السعودية، ليس فقط في الجانب الأمني، رغم أن مشاركة الجنرال آفي بالوت السكرتير العسكري لنتنياهو في اجتماع نيوم يظهر أنهم تحدثوا عن التهديدات الأمنية والعسكرية، وهذه موضوعات الحوار بين كوهين ورجاله، وضباط الجيش الإسرائيلي مع السعوديين لسنوات، لأن من يهددون السعوديين يهددون إسرائيل أيضا، وهي إيران".
وختم بالقول إن "التهديد الإيراني هو المحفز الأكبر الذي يدفع الدول العربية لأحضان إسرائيل، وفي الشهر المقبل يخطط نتنياهو للقيام بزيارة تاريخية للبحرين والإمارات، وخلاصة القول إن ما حدث قبل سنوات مع الإمارات تحت الرادار، ومنذ نشر اتفاقيات أبراهام، يحدث هذا اليوم مع السعوديين، لكن العلاقات الإسرائيلية السعودية، على الأقل في هذه المرحلة، ستبقى تحت الظل".