28.3°القدس
28.21°رام الله
29.42°الخليل
30.79°غزة
28.3° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.42°
غزة30.79°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: اعمل على وضع بصمتك على "صفحة" الكون

كثيرون نمر بهم في حياتنا، وقليلون من يتركون بصمة فيها، "تنوعت الأبصار واليد واحدة"، هناك من يترك بصمة سلبية، وهناك من يطبع بصمة من "ذهب" يبقى وهجها ساطعًا مهما تعاقبت عليها الأزمان، هناك أناس نقابلهم وننساهم، وهناك أناس نقابلهم مرة واحدة ولا ننساهم، ومنهم من يأتي ويذهب ولا يترك أي بصمة ولا أثرًا. بصمة تضعها على صفحة الكون هذا ما بحثت عنه "فلسطين" من خلال آراء من لهم بصمة، ومن أشخاص يعلمون الناس كيف يطبعون بصمتهم في هذه الحياة، والتفاصيل في تقرير التالي: [title]الرسالة قبل البصمة[/title] الأديبة والإعلامية سماح المزين تقول: "ما أهتم به هو إيصال رسالتي في هذه الحياة قبل ترك بصمة فيها، والبصمة لا تحدها حدود؛ فكل مرحلة أصل إليها يكون لدي نهم كبير لأصل إلى المرحلة التي تليها". وترى أنها لم تصل لما تريد بعد، فاختفاء الشخص مرحلة معينة يمكن أن يفقده كل شيء، والجمهور يطالبه دائمًا بالاستمرار والإتيان بالجديد، إذ تقول: "لم أصل لما أرنو إليه بعد؛ فحلم الكاتب أن يصل إلى أبعد مدى ويخلد نفسه لما بعد، خاصة أن الأدب يبقى تراث البلد، ويُعلم للأجيال القادمة". وعن الأثر الذي تريد أن تتركه في حياتها ليصبح بصمة يشار إليها بالبنان تتحدث: "أريد أن أكون جزءًا مشرفًا لفلسطين، وأخلد فلسطين في الكتابة والأدب والإعلام، ولم أحقق بصمتي هذه بعد؛ فالإنسان نهم لا يشبع، وأشعر بحاجتي للكتابة والقراءة، ولا أشبع منهما". وتتابع: "بعد أن بدأت الأصابع تشار إلي، وبدأت أعرف لدى الجمهور، في هذه اللحظة بدأت اللبنة الأولى لوضع البصمة في حياتي". [title]في حياتي[/title] أما الصحفية في صحيفة "الرسالة" أمينة زيارة فترى أن البصمة تكون في الحياة الشخصية والحياة العملية، وتقول: "أترك بصمة في حياتي من خلال علاقاتي الطيبة مع الناس، واكتساب ثقات جموع من أعرفهم ولا أعرفهم، وهذا المبدأ أسير عليه منذ طفولتي، فالأخلاق الطيبة هي التي تدوم وتترك بصمة مؤثرة لدى الجميع". وتمضي في حديثها: "البصمة لا تتوقف عند المحيطين؛ ففي مجال عملي الصحفي أحاول أن أبني علاقات طيبة مع القائد والغفير ومواطن الشارع، بحيث أكسبهم إلى صفي، وبذلك أكون صنعت لي بصمة طيبة لديهم". والبصمة الصحفية التي عاهدت "زيارة" عليها نفسها منذ الدراسة أن تترك بصمة طيبة يشهد لها القاصي والداني، لا أن تجري وراء الشهرة والأضواء، فتختار أفكارًا وموضوعات وتطرحها بالأسلوب الذي يرغب به الشارع ويتحدث عن هموم المواطنين، الذين فيما بعد يلجؤون إلى من وثقوا به وتحدث بلسانهم. وأشارت إلى ضرورة أن يعمل كل إنسان على تشكيل البصمة الإيجابية في حياته، وتنميتها وتطويرها بين الفترة والأخرى، وتقويم نفسه أأصاب أم أخطأ، ثم تصحيح العثرات التي وقع بها. [title]عميقة ومؤثرة[/title] وفي السياق نفسه يؤكد الكاتب المصري كريم الشاذلي أن البصمة التي يضعها المرء منا في الحياة يجب أن تكون عميقة مؤثرة، وإن لم يشعر بها أحد، مردفًا: "فالعمل التطوعي _مثلًا_ يمكن أن يكون فعالًا دون أن يرفع صاحبه للعلو عن الأرض، لكنه يضعه في المكانة التي يستحقها في السماء، والبصمة التي يجب أن يضعها المسلم في الحياة هي فعل إيجابي يتغير به واقع حياتيّ". "هل كل البشر قادرون على وضع أثر لهم في الحياة؟"، يجيب الشاذلي: "نعم دون شك، لكن دعينا نؤكد شيئًا هامًّا، وهو أن الله (سبحانه وتعالى) أعطانا قدرات متفاوتة، وأهاب بنا أن نعمل ونكد من أجل إعمار الأرض وفق هذه القدرات". ويضرب أمثلة على تلك البصمات بقوله: "فإذا كانت بصمة الصحفي في ميراث فكري وصحفي عظيم؛ فإن بصمة المدرس في نقش القيم والمفاهيم في عقول أبنائنا الذين استأمناه عليهم، وبصمة الأب في إخراج جيل صالح مجتهد، وبصمة السياسي في صنع نهضة ورقي لبلده وأمته، وبصمة المجاهد في الذود عن أرضه ودينه وعرضه". ويقول: "هذا من وجوه رحمة الله بعباده، إذ يفتح لهم الآفاق الرحبة ليجتهد كلٌّ منهم وفق طاقته وقدراته، وألا يظن أحد أنه قد منع من أسباب الخير". وبالتطرق إلى الأسباب التي تمنع الناس من أن يضعوا بصمتهم على صفحة الكون يبين أن خمول الهمة والكسل سبب، واستهتار المرء بقيمة نفسه وقدراته سبب آخر، إلى جانب انشغال الذهن والبال بالتافه من الهموم والمشاغل، مكملًا: "والمجتمع الواعي هو الذي يربي أبناءه في المدرسة وفي وسائل الإعلام وفي كل نواحي الحياة على الرقي وعلو الهمة، هكذا كان يفعل النبي مع أصحابه، إذ كان يلهب حماستهم قائلًا: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى من الجنة"، و"اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى"، إنها دعوات دائمة ليكون أتباع هذا الدين في تنافس دائم نحو الرقي والعظمة، وهو ما يجب أن نربي عليه أنفسنا وأبناءنا".