السلطة الفلسطينية بحال حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية والمنسق مع الاحتلال، يقدم بضاعته هذه المرة على المصالحة الفلسطينية، ويستدير نحو الاحتلال، بعيدًا عن وفدي حماس وفتح في القاهرة، ويتبعه تقديم الرشوة عبر صرف جزء من المستحقات الفلسطينية المحتجزة لدى الاحتلال، بعد أن خدعت السلطة الجمهور بأنها لن تتسلم المقاصة إن قام الاحتلال بخصم مستحقات الأسرى منها.
السلطة التي نزلت عن الشجرة سريعًا بعدما قدم لهم السلم الجنرال في جيش الاحتلال كميل أبو ركن، لتختصر السلطة النصر في جزء من المستحقات التي قدمت لها، وتصنع منها بطولة مفتعلة لتكشف عن أن العلاقة مع لم تنقطع مع الاحتلال، والتنسيق الأمني لم يتوقف.
في نفس الوقت الذي يعود فيه التنسيق الأمني للعمل بعلانية وفق ما قاله حسين الشيخ، وأكده مستشار عباس وروحي فتوح بأنه موقف السلطة وموقف عباس شخصيًّا، هي تعود أيضًا علنًا لدورها في التطبيع بين الاحتلال والدول العربية، وتبحث عن شكل وطريقة للعودة للعلن في ذلك، بعد ادعائها أنها ضد التطبيع وموقفها من الإمارات والبحرين، لكن هو ذات الموقف من التنسيق الأمني، حيث إن السلطة لم تتخلَّ عن دورها كعراب للتطبيع في المنطقة، وهي الأسبق في ذلك سواء من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال اليومي، أو عبر تحويل السفارات والمراكز التابعة لها للتطبيع بين الاحتلال والدول العربية، وكذلك تدنيس المسجد الأقصى.
أكثر ما يستخدمه المتطبعون العرب في تبرير سقوطهم في وحل التطبيع مع الاحتلال أن بعض الفلسطينيين ينسق مع الاحتلال، وأن جزءًا من الفلسطينيين وخاصة قيادة رام الله هي من شجعتهم سابقًا وما زالت على التطبيع مع الاحتلال تحت مبرر أن ما يحدث هو زيارة للسجين وليست للسجان، وهذا التبرير المخادع الذي يستخدمونه هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والعرب كما تفعل السلطة عبر التنسيق الأمني مع الاحتلال، فهما وجهان لعملة واحدة يخون ويتخابر في الأولى والثانية، سواء السلطة في رام الله أو القيادات الرسمية العربية، لكن ما زالت هناك موجات من الرفض للتطبيع عربيًّا، كما شاهدنا في مصر الأيام الأخيرة، في حين ما زال هناك طيف واسع وكبير فلسطينيًّا يرفض التنسيق الأمني والتطبيع، وهو ما ظهر من المواقف في غزة الأيام الأخيرة عبر الفصائل الفلسطينية بما فيها فصائل المقاومة ومنظمة التحرير التي وصفت انتصار حسين الشيخ بأنه خيانة وانقلاب على الفلسطينيين وثوابتهم، وأنهم موحدون تحت عنوان واحد هو يد واحدة ضد التنسيق الأمني والتطبيع وصفقة القرن.