يعم استياء عارم في مدينة نابلس من التقصير النابع من أداء وزارة الصحة الفلسطينية، خاصة بعد رفضها توفير جهار توليد الأوكسجين لمستشفى الهلال الأحمر بنابلس والذي يجري الاستعداد لافتتاحه ليكون مخصصا لاستقبال مرضى الكورونا.
وقالت عضو المجلس البلدي في نابلس، ريما عرفات ل"فلسطين الآن" إن "جهاز توليد الأكسجين الذي كان من المفترض تركيبه في المدينة، تم تحويله إلى محافظات فيها أربعة مولدات شبيهة"، معتبرة هذا "تهميشا غير مقبول للمدينة، فنابلس مدينة منكوبة وبحاجة ماسّة للجهاز".
وسبق أن نشرت عرفات على صفحتها على الفيسبوك مناشدة إلى رئيس الوزاء د. محمد اشتية، جاء فيها "بعد زيادة الحالات النشطة في محافظة نابلس والتي تجاوزت 4000 حالة وهي ضعف عدد الحالات النشطة المسجلة في بعض المحافظات الأخرى، بالاضافة إلى عدم توفر اسرة للمرضى في مستشفيات نابلس بسبب جائحة كورونا، نستغرب قرار وزارة الصحة بعدم اعطاء الأولوية لتركيب مولد الأوكسجين في مستشفى الهلال الأحمر في نابلس الذي التزمت الوزارة بتوفيره ضمن بنود الاتفاقية مع الجمعية من أجل تحويل هذا المستشفى إلى مستشفى خاص بمعالجة مرضى الكورونا وتفضيل وزارة الصحة تركيب مولد الأوكسجين في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، والذي هو أصلا يمتلك 4 مولدات أكسجين تعمل حاليا في المجمع".
وتابعت "نود التذكير هنا أن وزارة الصحة حولت وقسمت سابقا مولد اكسجين "دوبلكس" كان مخصصاً للمستشفى العسكري في نابلس إلى مستشفى "هوغو تشافيز" في بلدة ترمسعيا ومستشفى عالية في الخليل.
وعبرت عرفات في حديثها لفلسطين الآن "من التناقض بين اغلاق المحافظة نتيجة الاصابات الكبيرة وعدم توفر الأسرة للمرضى، وبين تحويل جهاز توليد الأكسجين إلى مجمع فلسطين الطبي في المحافظة غير المغلقة".
ومن المتوقع تشغيل مستشفى الهلال الأحمر في نابلس قبل نهاية هذا الشهر، لكن ما زال بحاجة إلى العديد من الأجهزة الطبية ذات الصلة بعلاج كورونا، الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط الكبير على النظام الصحي في المدينة نتيجة ارتفاع أعداد الإصابات.
وتابعت: "نحن لسنا دعاة عصبية ولا مقارنة مع المحافظات الأخرى وهم أهلنا، ولكن في نابلس ضِعف عدد الإصابات".
وأضافت: "معقول يكون لدينا كل هذه الإصابات ويطلب منا شراء براميل أكسجين سائل بدلاً من توفير مولد؟".
واعتبرت أن "الأصل تزويد الأكسجين السائل لمن لديهم عدة مولدات، وفي نابلس لدينا 4000 إصابة نشطة وأمامنا شبان بحاجة لأجهزة تنفس".
وأردفت: "حياة أولادنا لها قيمة عندنا، ويمكن أن يكون رئيس الحكومة لا يعلم بهذه الترتيبات الإدارية لذلك كان يجب الحديث، حتى يحصل ضغط وننقذ حياة الناس".
وأعادت عرفات التأكيد أن "نابلس تتعرض للتهميش دائماً سواء بإقامة المستشفيات أو المدارس وغيرها من المؤسسات"، وقالت: "ليس تقليلاً من جهد أحد ونحن نقدر ما بذلته وزارة الصحة ولكن الوضع لدينا كارثي".
وتابعت: "المحافظات الأخرى إذا كانت بحاجة فسنعطيها عيوننا، ونحن لا نريد الجهاز فقط لكي يكون لنابلس بل لأن الوضع في المدينة صعب".