20°القدس
19.82°رام الله
18.86°الخليل
24.76°غزة
20° القدس
رام الله19.82°
الخليل18.86°
غزة24.76°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: الحرب الخفية في "حجارة السجيل"

شهدت الحرب الأخيرة على قطاع غزة حرباً أخرى قد لا ترى بالعين أو تسمع بالأذن، فبعيداً عن أصوات القصف والدمار الذي خلفه العدو الإسرائيلي على غزة، كانت هناك حربا أخرى أبطالها رجال الأمن في صد هجمات الشاباك وجهاز آمان الإسرائيليين. فلا تخلو معركة للعدو الإسرائيليي إلا وتسبقها معاركة ضارية من قبل أجهزة مخابراته من أجل الحصول على معلومات تعينه على تكوين بنك أهداف للوصول إليها. والمتابع للأهداف التي استهدافها العدو في حربه ليجد مدى ندرة المعلومات التي يمتلكها في بنكه الفارغ عدا عن الأطفال والنساء والحجر والشجر. هذا الشح في المعلومات وبنك الأهداف الفارغ لم يأتِ من فراغ، بل أن هناك وسائل اتبعتها المقاومة والأجهزة الأمنية وساندهم فيها الشعب الفلسطيني، كان من شأنها هذا الفراغ والشح في المعلومات. فالحملة التي أطلقتها الأجهزة الأمنية في غزة والتي دعت من خلالها من ارتبط بالعدو إلى التوبة وتسليم نفسه، والتي أدت بدورها إلى تقليص عدد العملاء بصورة كبيرة وبالتالي ضرب المصدر الأول في جمع المعلومات. عوضاً عن ذلك الحملات التوعية التي قامت بها، فكان لها الدورة في نشر الثقافة الأمنية ومواجهة الحرب النفسية. واتبعها ذلك اهتمام الشارع في معرفة المعلومات التي يطلبها الشاباك لتكوين بنك أهدافه والتي كان منها: 1- أماكن إطلاق الصواريخ، وتخزين السلاح. 2- أماكن الأنفاق ومن يشرف عليها وخريطة عملها. 3- أرقام هواتف المقاومين وأنواع سياراتهم وطرق تحركها. 4- حالة الشارع تجاه حادثة ما. عوضاً عن معرفة الشارع بأساليب الشاباك في جميع المعلومات مثل: 1- الاتصالات الهاتفية المباشرة لأشخاص. 2- التجسس والتنصت على المكالمات أو جهاز الحاسوب. 3- الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر والمنتديات. 4- التجمعات الشبابية مثل الأندية والجامعات والمدارس. كل هذه الحملات التوعية ساندت ووعت الشعب لما يدور في رحى الشاباك ففوت الفرصة عليه وعلى أعوانه في تنمية بنك أهدافه. المقاومة كان لها كلمة الردع، ففي الحرب قامت بالقصاص من أكثر من ستة من عملاء للشاباك الذين رفضوا العودة إلى أحضان شعبهم، فقامت بالقصاص منهم على أعين الناس ليكونوا عبرة لمن بعدهم. هذا القصاص خلف عملية ردع قوية لازلت صداها تتردد في الشارع إلى الآن، ودفعت الكثير من العملاء الباقين إلى تسليم أنفسهم، لتغلق أكبر أبواب بنك الأهداف الإسرائيلي. المقاومة ومن خلال الإجراءات الأمنية التي اتبعتها اخفت الكثير من المعلومات عن أجهزة المخابرات الإسرائيلية، فأمن الاتصال وأمن المأوى وأمن الفرد وأمن المقاوم وأمن التنقل، كلها ساعدت في النصر. كل هذا أدى إلى صفعة قوية تلقتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ليصفى في النهاية ببنك أهدافا فارغ سوى من قصف للمنازل واستهداف للأطفال والنساء والأراضي والطرقات.