14.99°القدس
14.64°رام الله
13.86°الخليل
19.47°غزة
14.99° القدس
رام الله14.64°
الخليل13.86°
غزة19.47°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

القضية الفلسطينية في صلب التنافس الانتخابي المحتدم في ولاية جورجيا

في الخامس من كانون الثاني المقبل ، سيقرر سباقان بارزان في مجلس الشيوخ في ولاية واحدة ، ولاية جورجيا ، السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي ، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على مقدار ما يمكن أن ينجزه الرئيس المنتخب جو بايدن في أول عامين له في منصبه.

ويتسم هذان السباقان بأنهما إعادة للانتخابات التي جرت يوم 3 تشرين الثاني الماضي، السبب وراء ذلك أنه لم يحصل أي مرشح من المرشحين الأربع، ديمقراطيان في مواجهة العضوين الجمهوريين الحاليين على أكثر من 50% في انتخابات الشهر الماضي، حيث ينص قانون الانتخابات في ولاية جورجيا في هذه الحالة على الانتخابات بين المتنافسين الأربع.

ويدور التنافس المعاد بين السيناتور الجمهوري اليميني الحالي ديفيد بيردو، ومنافسه الديمقراطي جون آسوف، وهو شاب أميركي يهودي معروف بمواقفه اليسارية التقدمية الداعمة لحقوق الإنسان والحقوق المدنية بما في ذلك حق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال.

أما التنافس على مقعد مجلس الشيوخ الثاني في الولاية ، فيجري بين السيناتورة الجمهورية الحالية كيلي لوفلر وهي يمينية ثرية ، عينت لهذا المنصب تعيينا عندما تقاعد سلفها ، معروفة بمواقفها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان و صفقة القرن ، ومقربة من اللوبي الإسرائيلي "إيباك" ، والتي تواجه المرشح الديمقراطي التقدمي، القس الأميركي، الأسود رافائيل وارنوك ، كبير الأقسة في كنيسة إبينيزر المعمدانية ، المعروف بمواقفه الداعمة لحقوق الفلسطينيين ، الأمر الذي عرضه لهجمات مستمرة منذ اليوم الأول لإعلان نيته الترشح للمنصب قبل فترة طويلة، ليس فقط من قبل اليمين الداعم لإسرائيل، خاصة التبشيريين الإنجيليين الذين يمثلون قاعدة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بل أيضا داخل الحزب الديمقراطي الذي حاول استخدام موقفه من عدالة القضية الفلسطينية لترشيح شخص آخر، ولكن وارنوك فاز في الانتخابات التمهيدية ضد منافسيه من الحزب الديمقراطي.

وفي شهر تشرين الأول الماضي ، أصدرت السناتورة كيلي لوفلر ، التي تسعى لإعادة انتخابها في جورجيا ، إعلانًا بعنوان "الطيور الجارحة Birds of Prey" هاجمت فيه منافسها الديمقراطي رافائيل وارنوك، بسبب خطاب ألقاه عام 2018 خلال مسيرات العودة في غزة، اتهم فيه الحكومة الإسرائيلية بإطلاق النار على الأبرياء "إخوة وأخوات فلسطينيون عزل وكأنهم طيور جارحة". وفي بيانها المصاحب للإعلان ، وصفت لوفلر وارنوك بأنه "المرشح الأكثر معاداة لإسرائيل في أي مكان في البلاد". في الشهر التالي ، كشفت لوفلر النقاب عن إعلان انتخابي جديد ، يشجب مرة أخرى وارنوك باعتباره "معادٍ لإسرائيل". عندما تجادل المرشحان في مناظرة بينهما ألأسبوع الماضي، اتهمته لوفلر بـ "تسمية إسرائيل دولة فصل عنصري".

يقول الكاتب اليهودي الأميركي التقدمي بيتر باينارت في مقال نشره في نشرة "الاتجاهات اليهودية" أن هذا الأمر معتاد عليه كون أنه "غالبًا ما يواجه السياسيون الأميركيين السود مثل هذه الاتهامات. في حزيران الماضي، اتهم الائتلاف اليهودي الجمهوري المرشح الديمقراطي التقدمي المؤيد لحقوق الفلسطينيين جمال بومان ، (الذي أطاح بالنائب إليوت إنجل في منطقة الكونغرس رقم 16 في نيويورك) ، بدعم "السياسات المعادية لإسرائيل".

ويشرح باينارت أنه "في نيسان الماضي ، زعمت صحيفة ألجيمينر Algemeiner اليهودية اليمينية أن النائبة عن كاليفورنيا باربرا لي لديها سجل تصويت واضح مناهض لإسرائيل، وفي العام الماضي ، طالب زعماء الكونغرس الجمهوريون بإقالة النائبة إلهان عمر ، وهي النائبة المسلمة من أصول صومالية ، من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بسبب تصريحاتها المعادية لإسرائيل". في عام 2018 ، فيما وصف مرشح حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس خصمه الديمقراطي الأسود ، أندرو جيلوم ، بأنه معاد لإسرائيل". وفي عام 2017 ، أرسل الكونغرس اليهودي الأميركي رسائل إلى أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية يحذرون فيها من أنهم إذا اختاروا عضو الكونغرس كيث إليسون، وهم مسلم مؤيد للفلسطينيين كرئيس للحزب ، فقد يهدد ذلك العلاقة بين أميركا وحليفتنا إسرائيل".

ويشرح باينارت : "لا يتعارض كل السياسيين السود مع العقيدة "الموالية لإسرائيل". لكنهم يفعلون ذلك بشكل متكرر أكثر من نظرائهم البيض، فمنذ ما يقرب من نصف قرن ، يتم اتهام السياسيين السود الذين يعتمدون على تجاربهم الخاصة لدعم الحركات القومية والمناهضة للإمبريالية في العالم النامي بمعاداة أميركا. وفي ثقافة سياسية يُنظر فيها إلى إسرائيل على أنها تجسد نفس قيم الولايات المتحدة، غالبًا ما يُعتبر دعم السود للقضية الفلسطينية مناهضًا لأميركا ...سنة بعد سنة ، وعقدًا بعد عقد ، أجبرت هذه الهجمات السياسيين السود إما على كتم تعاطفهم مع الفلسطينيين أو المخاطرة بفقدان مقعد على المائدة السياسية".

يذكر أنه ومنذ أن صعدت الولايات المتحدة إلى موقعها كالقوة العالمية الأكبر في التاريخ في منتصف القرن العشرين ، تحدى المفكرون والناشطون السود الأميركيون المؤثرون بسبب اضطهادهم في الوطن الأميركي أو تماهيهم مع الأشخاص الملونين في جميع أنحاء العالم ، الرواية الغربية واحتضنوا الرواية المناهضة للإمبريالية ، بما يتعارض مع الخطاب السياسي الأميركي المهيمن.

كما أن للسياسيين الأميركيين السود في ولاية جور سجل حافل في مؤازرة القضية الفلسطينية ، وضعهم في مواقع صعبة مع الاتجاه السياسي الأميركي العام. ففي عام 1977 ، عين الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ، أندرو يونغ ، وهو مساعد سابق لكينج وأول عضو كونغرس أسود من جورجيا منذ القرن التاسع عشر ، كأول سفير أميركي أسود لدى الأمم المتحدة. وسرعان ما تعرض يونغ للهجوم بسبب "تجاوزاته الأيديولوجية، ولكن ما أودى بحياته السياسية ، كان لقائه مع السفير الفلسطيني المراقب في الأمم المتحدة ، زهدي الطرزي، ما اعتبر عندئذ خرق للسياسة الأميركية ، وبعد احتجاج إسرائيل وحلفائها في الكونغرس ، اضطر كارتر لطرد آندرو يونغ.

وتتناسب الهجمات على المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ وارنوك بشكل مباشر مع هذا التقليد الممتد لنصف قرن من السياسيين السود الذين يتم انتقادهم لتحديهم لخطاب المؤسسة حول السياسة الخارجية بما يخص إسرائيل، والتجرؤ على انتقاد سياساتها.

يذكر أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن وارنوك يتقدم على منافسته لوفلر بنقطة واحدة، وإذا فاز (وارنوك) ، فسيصبح أول سناتور ديمقراطي من الجنوب الأسود في تاريخ الولايات المتحدة.

يقول باينارت "إذا فاز وارنوك ، ليس لدي شك في أن يتم فحص آرائه حول السياسة الخارجية بشكل عام ، وإسرائيل بشكل خاص ، بعناية بحثًا عن أي دليل على أنه يحتفظ بعلاقة متبقية بالتقاليد السوداء المناهضة للإمبريالية لإحراجه، ولكن سيكون انتخابه علامة على مدى التغيير الذي يطرأ على السياسة الأميركية" .

المصدر: فلسطين الآن