انضم تحالف من منظمات لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، إلى دعوى قضائية رفعتها شركة "فيسبوك" على شركة "إن إس أو غروب تكنولوجيز" الإسرائيلية لبرامج التجسس قائلاً إن الشركة "تعطي أولوية للربح على حساب حقوق الإنسان".
وقدمت المنظمات ومنها منظمة "أكسيس ناو" لحقوق الإنترنت، و"منظمة العفو الدولية" ومقرها لندن، و"لجنة حماية الصحافيين"، مذكرة قانونية لدعم معركة "فيسبوك" ضد الشركة الإسرائيلية التي يتهمها عملاق التواصل الاجتماعي باستغلال ثغرة في خدمة الرسائل الفورية "واتساب" التابعة له لاختراق هواتف ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومعارضين في جميع أنحاء العالم.
وتضيف المذكرة المرفوعة أمام محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة التاسعة ثقلاً للمعركة القانونية بين "فيسبوك" والشركة الإسرائيلية، والتي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
ويوم الاثنين رفعت مجموعة من عمالقة التكنولوجيا منها "مايكروسوفت" و"غوغل" و"ديل" و"سيسيكو" مذكرة مماثلة حذرت من أن أدوات التسلل الخاصة بشركة (إن.إس.أو) تشكل خطراً على سلامة المستخدمين عبر الإنترنت.
وتقول الشركة الإسرائيلية إنها يجب أن تستفيد من "الحصانة السيادية" كونها توفر أدوات اختراق رقمية للشرطة ووكالات المخابرات وهو مبدأ قانوني يحمي الحكومات الأجنبية عموماً من الدعاوى القضائية. وخسرت الشركة تلك الحجة أمام المحكمة الجزئية لشمال ولاية كاليفورنيا في يوليو/ تموز الماضي مما جعل الشركة تستأنف أمام الدائرة التاسعة.
ووثق مدافعون عن حقوق الإنسان وخبراء التكنولوجيا في أماكن مثل "سيتيزن لاب" في تورونتو و"منظمة العفو الدولية" في لندن حالات استخدمت فيها تكنولوجيا شركة "أن إس أو" لاستهداف صحافيين ومحامين، بل وخبراء تغذية يضغطون من أجل فرض رسوم على المشروبات الغازية.
والأحد الماضي، كشف مختبر "سيتيزن لاب" في تقرير أنّ برمجية "بيغاسوس" التابع لـ"إن إس أو" استخدمت في اختراق هواتف 36 صحافياً ومعداً ومذيعاً ومسؤولاً تنفيذياً في قناة "الجزيرة"، وكذلك جهازاً يخص مذيعة في "التلفزيون العربي"، لحساب السعودية والإمارات.
وربط البعض أيضاً بين أدوات "أن إس أو" للتجسس وبين قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قطعت أوصاله في القنصلية التركية في إسطنبول عام 2018. ويقول المدون المعارض وصديق خاشقجي، عمر عبد العزيز، إن تمكن الحكومة السعودية من الاطلاع على رسائلهما عبر "واتساب" هو الذي أفضى إلى موته. ونفت الشركة تجسسها على خاشقجي، لكنها تحجم إلى الآن عن التعليق على ما إذا كانت تقنيتها استخدمت في التجسس على آخرين في دائرته.
وتعدّ أول حالة عربية معروفة لاختراق ناشطين عبر البرمجية الإسرائيلية ضد الناشط الإماراتي أحمد المنصور.