إن من أهم ايجابيات الحرب الأخيرة أنها رفعت روح البطولة والمقاومة من جديد لأهل غزة, بعد الانتصار الذي حققوه, وبدأ الجميع يروى ما حصل... ما إن دخل الموظفون لأماكن عملهم بدأوا يهنئون بعضهم بعضاً بالسلامة, ويتعانقون, والكل يقول "حمد لله على سلامتك". لا عمل اليوم سوى "حديث الحرب".... وتبدأ البطولات تخرج, والروايات تتعدد, فهذا قصف عشرات المرات ولم يمت, وآخر هدم بيته, وبيت جاره, والثالث بطل "الدفاع المدني", والرابع أطلق الصواريخ. شعور رائع تحمله أجواء ما بعد الحرب, حين ينقلب الجميع لمحللين عسكريين, وسياسيين, وأمنيين واجتماعيين.. - " شفت يا أبو ابراهم اليهود كانوا خايفيين خوف, دكاترة نفسيين كانوا عندهم" - "آه شفت, يعني بالله عليك كاين طول الحرب قاعد في الشمس مثلاً؟ - صحيح انا أتأكدت أنه صواريخ فجر بتشتغل على الوقود السائل ؟ - قول "والله"؟ معلومة مش صحيحة! ثم تحدث البطل "رامبو" عن بطولاته الخاصة بنكهة البهارات, كيف استشهد 3 مرات, في الحرب, وعاد سالماً" طبعا الجميع مضطر أن يصدقه لأنه جاسوس لمجلس ادارة المؤسسة التي يعمل فيها"... - والله كبير يا "رامبو" قال أحد الموظفين المستضعفين. - ولا كبير ولا زفت "كذاب ونص" " رد موظف نمرود, وقريب رئيس مجلس الإدارة"؟ كم هي جميلة لحظات الانتصار, حين ترطم سنوات المعاناة بقدمها, ويتحدث الجميع عن فرحته بالنصر, وفرحته بالصواريخ, وبالمقاومة... يتحدث كبار السن عن انتصار لم يتذوقوا طعمه منذ الاحتلال عام 48, كم هو رائع الفرح.... [title]-ما علينا يا أبو يزن دع الخلق للخالق-[/title]