يوافق اليوم الأحد، 27 ديسمبر 2018، الذكرى السنوية الـ12 للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، والتي استمر لـ 22 يومًا، وخلف مئات الضحايا.
وأطلقت المقاومة على عملية التصدي لهذا العدوان اسم "معركة الفرقان"، ولم يتمكن الاحتلال الذي أسمى العملية "الرصاص المصبوب" من تحقيق أهدافه.
وفي تمام الساعة 11:00 صباحًا من يوم السبت 27 ديسمبر 2008 قصفت نحو 80 طائرة عسكرية إسرائيلية من أنواع متعددة، وبشكل متزامن، مواقع للأجهزة الأمنية وأخرى مدنية ما أدى لاستشهاد أكثر من 200 فلسطيني معظمهم من عناصر الأجهزة الأمنية.
وكان من بين الشهداء في ذلك اليوم، مدير الشرطة اللواء توفيق جبر، ومسؤول الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري، ومحافظ الوسطى أبو أحمد عاشور.
وجاء العدوان بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر توصلت لها الفصائل الفلسطينية والاحتلال برعاية مصرية، لكنه خرقها أكثر من مرة ولم يلتزم ببنودها مما دفع المقاومة لعدم تمديدها.
وعمل الاحتلال حينها على تضليل المقاومة من خلال إعلانه عن مهلة مدتها 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ من غزة، وبدئه الحرب بعدها بـ 24 ساعة فقط.
كما أبلغ مكتب رئيس وزراء الاحتلال حينه أيهود أولمرت الصحفيين، بأن الحكومة الإسرائيلية ستجتمع الأحد لبحث احتمال القيام بعملية مكثفة ضد قطاع غزة، لكن الحرب بدأت قبل موعد الاجتماع المفترض بيوم.
مجريات العدوان
وعلى مدار ثمانية أيام متواصلة، استمرت طائرات الاحتلال بعمليات قصف مكثفة على مختلف مناطق القطاع، فيما كانت المقاومة ترد بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مئات الأهداف المدنية، من منازل ومساجد، ومدارس حكومية، وأخرى لوكالة الغوث، وجمعيات خيرية، ومستشفيات.
وفي الثالث من يناير 2009، بدأت قوات الاحتلال اجتياحها البري للقطاع، إذ اشتركت مئات الدبابات مع الطيران في قصف القطاع بالصواريخ والقذائف.
وبعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه عبر طيرانه وأسلحته التقليدية، لجأ لاستخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين كان أبرزها الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.
وبعد 23 يومًا من بدء العدوان، أعلن أولمرت عن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد دون الانسحاب من غزة، تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب الجيش الإسرائيلي، وهو ما حدث.
حصيلة العدوان
وأسفر العدوان على غزة عن استشهاد نحو 1330 شهيدًا غالبيتهم العظمى من المدنيين والنساء والأطفال، في حين أصيب 5500 مواطنًا العديد منهم يعاني حتى الآن من إعاقات دائمة.
أما الاحتلال فاعترف بمقتل 13 إسرائيليًا بينهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين، إلا أن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.
وأعلنت المقاومة عن إطلاقها أكثر من 1500 صاروخ وقذيفة على أهداف إسرائيلية خلال تصديها للعدوان.
وكان من أبرز شهداء العدوان الإسرائيلي وزير الداخلية آنذاك الشهيد سعيد صيام، والقيادي البارز في حركة حماس نزار ريان.
وترى المقاومة أنها نجحت خلال تلك الحرب في الصمود أمام ترسانة الاحتلال، وأنها استفادت كثيرًا من هذه المعركة بتطوير قدراتها وإمكانياتها والتي ظهرت خلال حربي 2012 و2014، باستخدام الصواريخ التي استهدفت العمق الإسرائيلي وسلاح الأنفاق، والأسلحة الأخرى المتطورة والمتقدمة.