8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
12.63°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة12.63°
الأحد 29 ديسمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.69

خبر: مخاطر الحصول على "دولة غير عضو"

صفق الفلسطينيون لحصول دولتهم على صفة "دولة غير عضو" في الأمم المتحدة، معتقدين بأن ذلك (النصر الدبلوماسي) والذي انتظروه منذ عشرات السنين سيعيد لهم فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن شمالها إلى جنوبها، ولم يبحثوا عن المخاطر الاستراتيجية التي نتجت عن تلك الصفة الأممية. وقد يعتبرني البعض ممن يقرأ هذه السطور أنني أضع على عيني نظارة سوداء، ولا أرى الايجابيات التي سنجنيها كفلسطينيين من تلك الصفة، إلا أنني وبالرغم من تلك المخاطر الاستراتيجية لا أنكر تلك الايجابيات التي يعد الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية أهمها، بالإضافة إلى انتزاع اعتراف دولي بصفتنا دولة، وحصول اللاجئين بموجبها على أوراق ثبوتية وجواز سفر. ولكن هل يعتقد عاقل أن (اسرائيل) ومن خلفها أمريكا وبريطانيا ستسمح للسلطة الفلسطينية أن تنضم لمحكمة الجنايات الدولية بسهولة ودون التعرض لابتزازات، وقد يستغرق الأمر سنوات طويلة قبل أن نراها عضو في محكمة الجنايات. ولن أخرج عن عنوان مقالي والذي خصصته لمخاطر تلك الصفة فالإيجابيات كُتب عنها الكثير، وسّوقت للشعب الفلسطيني على أنها (نصرٌ مبين) ولن يخسر الفلسطينيون سوى من الناحية الاقتصادية فقط!، ولكني سأضع بعض تلك المخاطر في نقاط: 1- الاعتراف بما يسمى (إسرائيل). 2- التنازل عن حق العودة. 3- الاعتراف بقرار التقسيم والتخلي عن 78 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية. 4- الشرعنة بوجود قوات دولية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة للفصل بين الجانبين كون أن قطاع غزة والضفة الغربية مناطق محتلة بموجب الصفة الجديدة وليست مناطق متنازع عليها. 5- بموجب المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة فإن الحصول على تلك الصفة يتوجب أن يلتزم مستحقها بالالتزامات التي ينظمها الميثاق بل وتنفيذها، بالإضافة إلى القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، والتي هي في غالبيتها مجحفة بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي وحتى اليوم. وبعد سرد تلك المخاطر أيحق لنا كفلسطينيين أن نحتفل بذلك (النصر المبين)؟، وأيعقل أن تكون كل تضحيات الشعب الفلسطيني على مدى عشرات الأعوام هدفها الحصول على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة؟، أترك الجواب لكم. وأذكّر أن العالم لم يلتفت لنا ولم يسمع صوتنا إلا عندما أمطرت مقاومتنا الباسلة (اسرائيل) بمئات الصواريخ في الجولة الأخيرة، ففزع قادة العالم من كل حدب وصوب ليطلبوا من جمهورية مصر التوسط لدى المقاومة من أجل وقف الصواريخ مقابل الموافقة على شروطها، وهو دليل عملي على أن حقوقنا لا تستجدى بمجلس أمنٍ أو مفاوضات استمرت لأكثر من عقدين كانت نتيجتها التنازل عن ما بقي لنا من حقوق. وأختم بقول الشاعر الفلسطيني أحمد فرح عقيلان في قصيدة بعنوان "قذائف الكلام" يقول فيها: يا بني العرب يا حماة البيد أين عشق العلا وعزم الأسود إن ألفي قذيفة من كلامٍ لا تساوي قذيفة من حديد لا ترد الحقوق في مجلس الأمن ولكن في مكتب التجنيد الشكاوى إلى المجالس لغّوٌ وأزيز الرصاص بيت القصيد