قبل أيام من أحداث الشغب التي اندلعت في الكونغرس، الأسبوع الماضي، زار ممثلون عن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" عددا من عتاة أنصار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية عن مصادر مطلعة على الأمر، قولها إن ممثلي الـ"إف بي آي" طلبوا من المتشددين في دعم ترامب عدم السفر إلى واشنطن في محاولة لإثنائهم عن المشاركة في التجمع الحاشد الذي دعا إليه الرئيس المنتهية ولايته، لتعطيل المصادقة على فوز جو بايدن في الكونغرس.
وليس واضحا حتى الآن كم عدد هؤلاء الذين جرت زيارتهم، ولا موعد تلك الزيارة.
وكانت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية قد أفادت في وقت سابق أن "عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي زاروا أكثر من 10 أشخاص، كانوا بصدد المشاركة في التجمع الحاشد الذي دعا إليه ترامب"، وحذر المكتب شرطة الكابيتول من احتمال اندلاع أعمال عنف في ذلك اليوم.
لكن بدا أن هؤلاء المتشددين أو نظرائهم لم يستجيبوا لهذه الدعوات.
ولقي 5 أشخاص مصرعهم في أحداث اقتحام الكونغرس وأصيب العشرات واعتقل أكثر من 50 شخصا، وعاث المشاغبون فسادا في مبنى الكونغرس، لكنهم فشلوا في تعطيل المصادقة على فوز بايدن.
وفي إشارة على المخاوف من خروج الأمور عن السيطرة، نشرت السلطات الأميركية مزيدا من القوات في واشنطن قبيل الاحتجاجات المفترضة، لكن الأخيرة فاقت كل التوقعات، ووصلت إلى حد اقتحام الكونغرس في حادثة هزت صورة الديمقراطية الأميركية في العالم.
وكان من بين المشاركين في الاحتجاجات جماعات معروفة بتطرفها، مثل جماعة "براود بويز" اليمينية.
وزحف عناصر الجماعة نحو العاصمة واشنطن قبل ليلة من تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات التي فاز بها بايدن، في مشهد لم تره الولايات المتحدة منذ 200 عام.
والمعروف عن جماعة "براود بويز" أنها نشأت عام 2016، وهم يمجدون العرق الأبيض ويتخذون من الفاشية الجديدة سياسة لهم، وألد أعدائهم المهاجرون واليساريون المتطرفون.
ويتخذ عناصر الجماعة من العنف السياسي ولغة الكراهية نهجا في مواجهة خصومهم، حيث سجلت الشوارع الأميركية حوادث عدة كانوا هم وراءها، وحظرت وسائل التواصل حسابات حركتهم مرارا.