28.89°القدس
28.47°رام الله
27.75°الخليل
30.33°غزة
28.89° القدس
رام الله28.47°
الخليل27.75°
غزة30.33°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: جد لنفسك مكانًا في القمة.. ففي القاع ازدحام شديد

مع التطور الذي وصلنا له، خاصة في أكثر بلاد العالم رفاهية، لا يزال البحث عن السعادة من أولويات الكثير من الناس، فهي ليست سلعة تباع وتشترى في الأسواق، ليشتريها الأغنياء ويحرم منها الفقراء، ولا هي وسام يمنح لفئة دون أخرى، بل هي هبة ربانية لجميع البشر، إنها شعور داخلي بالبهجة، والطمأنينة، والقناعة والرضا، يستطيع أي إنسان أن يستشعرها في داخله، بل يمكنه أن يكون أسعد شخص بالعالم إذا ما أراد أن يكون كذلك. فأفكارنا هي التي تلعب دورًا كبيرًا في صناعة حياتنا، هذا ما ستتحدث عنه المدربة في المنتدى العربي للتنمية البشرية سوزان مجيد من العراق، خلال التقرير التالي: بينت مجيد في البداية أنه كوننا مسلمين هذا يمنحنا سعادة لا متناهية وفرصة كبرى للبدء، فالسعادة هي الفكرة الأولى لتغيير الحياة، فنحصل على ما نريده منها بسهولة. وأضافت: "كل شخص منا مسئول تمامًا عما يحدث معه، وذلك وفق ما أثبتت دراسات علم النفس، إذ أثبتت أن الإنسان يجذب ما يفكر به، سواء كان التفكير سلبيًّا أم إيجابيًّا، وهو يؤكده الحديث القدسي: (أنا عند حسن ظن عبدي بي"). وأشارت مجيد إلى أن الله (عز وجل) وضع في الإنسان قوة عجيبة يستطيع بها أن يعمر الأرض ويعيش في خير وسعادة بفضل الله، فالعيش الإنساني هو نتاج الإنسان نفسه، ونتاج فكره وعقله المقترن بالعمل، وكل هذا بعد الاعتماد على توفيق الله (عز وجل). وتستدل على ذلك بقول الإمام الغزالي: "كل ما يصنعه المرء هو نتيجة مباشرة لما يدور في فكره، فالمرء ينهض على قدميه وينتج بدافع من أفكاره، كذلك يمرض ويشقى بدافع من أفكاره أيضًا". وأوضحت مجيد أن الحياة هي عبارة عن مجموعة من القرارات التي يتخذها الشخص في حياته، فالذي فشل هو من قرر أن يفشل في حياته عندما قرر أن يتوقف عن المحاولات، وهو تمامًا كالذي قرر ألا يدرس وحينها تأتي النتيجة بالرسوب، أو كالذي غضب وصرخ وحطم ما حوله، وهو قراره بالتحطيم. [title]قواعد انتبه لها[/title] وقالت: "فالأغلب يعتقد أن طريقة التفكير _سواء كانت سلبية أم إيجابية_ هي أمور فطرية توجد مع الإنسان منذ طفولته، ولكن التفكير الإيجابي هو مهارة يمكن تعلمها وإتقانها، بحيث تكون الطريقة إلى النجاح والسعادة في حياة كل إنسان، أيًّا كان مركزه أو تحصيله العلمي". وأشارت مجيد إلى أن العقل يخضع للتدريب الجيد، ومن الممكن اكتساب التفكير المنظم العميق والخلاق، فهناك بعض القواعد التي يجب على الشخص الانتباه إليها، متابعة حديثها: "منها اكتشاف مواهبك، وتحسين تفكيرك والتوسيع من نطاقه للخروج من الدوائر الضيقة، ولابد من تعلم إستراتيجية رمي الأحمال والهموم أولًا فأولًا، إضافة إلى العمل على بناء الثقة بالنفس وتقدير الذات، وعدم السماح للمشاكل والهموم بالتأثير على سير الأهداف المنشودة، والابتعاد عن الأحلام البعيدة عن الواقع؛ لأنها ممكن أن تجلب اليأس". [title]رؤى لصناعة الحياة[/title] ونوهت إلى أن الاتجاه العقلي الإيحائي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنجاح في كل مجال من مجالات الحياة، ولكي يغير الإنسان الظروف الخارجية يتعين عليه أن يغير السبب، والسبب هو الطريقة التي يستخدمها عقله، فهو الوسيلة التي يفكر بها الإنسان ويتصورها في عقله. واستكملت مجيد حديثها: "فنحن وحدنا الذين نضع الأطر حول حياتنا، ونحن من نصبغها بالألوان، فتلك الأفكار السلبية التي نوجهها لذاتنا لا يأخذها العقل الباطن بشكل هزلي، بل يشرع فورًا في تحقيقها". ولفتت إلى أن هناك عدة رؤى لنبدأ صناعة حياة جديدة ولتغدو الأحلام حقائق، منها: الاستعانة والتوكل على الله، وطي صفحة الماضي، والإيمان والثقة بالنفس، وأن تعد كل ما حولك هو نعمًا وعطايا من الله، مردفة: "فابدأ وأنجز، فلن يكون البذل والجهد طريقًا للتعاسة، والفشل ليس نهاية الطريق، وبالتطبيق الصحيح للأفكار العظيمة والصبر والعزم يغدو الحلم حقيقة". وختمت مجيد حديثها قائلة: "إن الحياة في الحقيقة هي خواطر انتقلت لتصبح أفكارًا أنضجناها وآمنا بها فأصبحت عزائم، وطبقت فأصبحت حقائق، فاحرص على انتقاء الأفكار العظيمة، ولا تدع فرصة للسلبية أن تأخذ مأخذها". فأنت _عزيزي القارئ_ تملك سلطة الاختيار، يمكنك أن تختار السعادة بدلًا من أن تعيش مأسورًا بين الأحزان والهموم؛ فجد لنفسك مكانًا في القمة ففي القاع ازدحام شديد.