بما ينذر بخطورة المخططات الإسرائيلية التي تدبرها سلطات الاحتلال، ضد المسجد الأقصى، قامت قوات الاحتلال بأخذ قياسات ونفذت أعمال مسح في المسجد، في الوقت الذي صعدت فيه من الهجمات الأخرى ضد الضفة، ومن بينها تنفيذ حملة اعتقالات كبيرة طالت أطفالا.
قياسات لباحات الأقصى والصحن
وفي التفاصيل، أقدم مساحون إسرائيليون، وبحماية وفرتها شرطة الاحتلال، صباح الأربعاء، على إجراء أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى، وفي منطقة “صحن قبة الصخرة”.
وأحدثت العملية توترا كبيرا في المكان، حيث منعت قوات الاحتلال المواطنين من الوصول إلى المسجد الأقصى بحجة الإغلاق الصحي المتعلق بانتشار فيروس “كورونا”.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها مساحون من بلدية الاحتلال في القدس مثل هذه الأعمال في ساحات المسجد الأقصى المبارك وداخل قبة الصخرة، لكن ما يثير الريبة أن أعمال المسح هذه، جاءت بعد دعوات جماعات استيطانية متطرفة، وجهتها لحكومة الاحتلال، طلبت خلالها تفكيك قبة الصخرة، لإقامة الهيكل المزعوم، وبعد أيام من الكشف عن مواصلة سلطات الاحتلال أعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى.
وكان الشيخ محمد حسين، المفتي العام للديار الفلسطينية، قال إن مثل هذا العرض “يكشف نية الاحتلال والجماعات المتطرفة لهدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك”، ومن أجل التصدي لهذه المخططات، حث حسين الفلسطينيين لمضاعفة الجهود وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته.
وقد طالب الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، سلطات الاحتلال، برفع يدها عن المسجد الأقصى، وعدم المساس به، وردع المستوطنين عن مواصلة انتهاكاتهم، جرّاء اقتحاماتهم اليومية الاستفزازية المتكررة لباحاته.
في السياق، شارك عشرات المستوطنون في اقتحام جديد لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة، وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، حيث دخل هؤلاء من “باب المغاربة”، وأجروا جولات استفزازية استمعوا خلالها لشروحات حول “الهيكل” المزعوم.
وجاءت عملية الاقتحام، رغم القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على المقدسيين، بحجة محاربة فيروس “كورونا”.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى: “اعترضت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس على اقتحام المسّاحين الإسرائيليين للمسجد، ومعهم أجهزة مسح ضوئي بحراسة الشرطة الإسرائيلية”.
وأضاف: “تَدّعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن أعمال المسح تجري لأغراض سياحية، ونحن نرفض تدخل السلطات الإسرائيلية في المسجد”.
وتابع الشيخ الكسواني: “نُحمّل السلطات الإسرائيلية كامل المسؤولية عن هذا الانتهاك بحق المسجد الأقصى”.
وناشد الشيخ الكسواني “الحكومات العربية والإسلامية إلى العمل من أجل وقف الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد”.
وتبلغ مساحة المسجد الأقصى 144 دونما (الدونم ألف متر مربع).