حذرت قيادة الأسرى في سجون الاحتلال من المخاطر الكبيرة التي تحيط بالمعتقلين، جراء سياسات الاحتلال التي تتعمد إهمالهم طبيا، خاصة في ظل التفشي الخطير لوباء “كورونا” داخل السجون.
وأكدت قيادة الحركة الوطنية الأسيرة، في بيان سرب من داخل السجون، أن اكتشاف حالات جديدة مصابة بفيروس “كورونا” في “سجن ريمون” قسم 4 ينذر بخطر شديد يحيط بالأسرى، لافتة إلى تحذيرها السابق من خطورة هذه الأمر.
وحملت الحركة الأسيرة في البيان، حكومة الاحتلال ووزير أمنها الداخلي أمير أوحنا المسؤولية الكاملة عن تعريض حياة الأسرى للخطر نتيجة إصراره على استثناء الأسرى الأمنيين من اللقاح المضاد لفيروس “كورونا”.
وأكدت على أن قرار عدم تطعيم الأسرى مخالف للأعراف والمواثيق الدولية، داعية المؤسسات الدولية ذات الاختصاص للوقوف عند مسؤولياتها تجاه تلك المخالفات والجرائم التي يقترفها الاحتلال.
ووجهت الحركة الأسيرة رسالة لفصائل الشعب الفلسطيني قالت فيها: “العمل على تحريرنا وإنقاذنا من أن يفتك بنا المرض بفعل إهمال السجان هو واجب الساعة”.
إلى ذلك فقد أفاد مكتب إعلام الأسرى بتدهور الحالة الصحية لأحد الأسرى المصابين بفيروس “كورونا” في قسم 8 بسجن رامون، مؤكدا نقله للمستشفى بواسطة الإسعاف.
تحويل أسير مصاب بالفيروس إلى المشفى بسبب خطورة وضعه الصحي
وجاء ذلك بعد أن نقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسير باسل عجاج (45 عاما) من طولكرم والمصاب بفيروس “كورونا”، إلى العناية المكثفة في مستشفى “سوروكا”، دون أن يتوفر أي معلومات دقيقة، حول وضعه الصحي.
وفي السياق، جددت وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة، مطالبتها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية للتدخل وحماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً المرضى منهم، في ظل تفشي فيروس “كورونا”، والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السّن وإلزام الاحتلال بإعطاء اللقاح المضاد لفيروس كورونا لهم بإشراف لجنة دولية محايدة.
وأشارت الوزيرة الكيلة، في بيان صحافي، إلى أن تراجع الحالة الصحية للأسير المصاب بفيروس كورونا عجاج، يستلزم تدخلاً عاجلاً لتدارك الوضع الصحي للأسرى في السجون.
وأضافت: “إن إمعان إسرائيل في إهمالها الطبي بحق الأسرى خصوصاً في ظل تفشي فيروس كورونا يعد بمثابة قرار بقتل الأسرى ببطء”.
وحملت الكيلة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير عجاج، ورفاقه الأسرى، لا سيما المرضى منهم، في ظل استمرار انتشار الوباء داخل السجون.
وبحسب البيانات الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني فإن 191 إصابة بفيروس “كورونا” سُجلت بين صفوف الأسرى، منذ بداية انتشار الوباء، وكان آخرها في قسم 4 في سجن “ريمون”، والذي يقبع فيه 90 أسيرا، بينهم 43 من المرضى، وأربعة أسرى على الأقل تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
جدير ذكره أن وزير الأمن الإسرائيلي أمر في قرار اتخذه قبل أكثر من أسبوع، بمنع إعطاء الأسرى الفلسطينيين الذين يتفشى الفيروس بينهم بشكل خطير، باعتبارهم لا يشكلون أهمية.
وفي هذا السياق، طالب مركز فلسطين لدراسات الأسرى، بسرعة تلقيح الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، ضد فيروس “كورونا”، وذلك قبل وقوع الكارثة في ظل تزايد أعداد الإصابات.
وأكد أن استمرار الواقع الصحي السيئ في سجون الاحتلال على ما هو عليه ينذر بكارثة حقيقية على الأسرى، حيث ينتقل الفيروس من سجن الى آخر، في ظل إهمال الاحتلال لحياة وصحة الأسرى، مشيرا إلى أن الأسرى يتعرضون لحملة تحريض واضحة من جهات عليا في دولة الاحتلال، والتي تدعو إلى عدم توفير اللقاح لهم وتركهم للموت.