لن أقلل من قيمة حصول فلسطين المثخنة بجراح الزمن و جراح الأهل و الأقارب بحصولها على ثلاث حواس ( عيناً و أنفاً و أذناً ) ..لأنها بدءاً من يومين تستطيع فلسطين أن ترى كل شيء و تسمع كل شيء و تشمّ كل شيء ..ولكنها ستكون عاجزة عن تذوق حلاوة التصويت أو الاقتراب من لمس حدود طبيعيّة لها ..! قدر الله ..! و خطوة مُهمّة ..ولكنها تفتح باباً في تاريخ العرب اسمه ( العار الفلسطيني ) الذي سيظلّ يطاردهم و يطارد أحفادهم و ما بعدهم في قبور قبورهم ..بأن فلسطين بعد خمسة و ستين عاماً من التنكيل و التشريد و المؤامرات حصلت على صحنٍ فارغ في مكان ازدحام الطعام ولا يحق لها أن تقف في الطابور لتأخذ حصتها كي تعيش أو تسكت جوعها ..! لا شك بأنها خطوة مهمة ..! ولكن ما مسافة أو مساحة هذه الخطوة بعد كل هذا السجن لفلسطين ..؟ هل الخطوة ( فحجة ) ..؟ أم بمقدار ( مقرط العصا ) ..؟ وحتماً في حالة فلسطين هذه لا دخل لها برحلة الألف ميل التي دائماً تبدأ بخطوة ..لأن رحلتها زادت عن المليون ميل..و الخطوة هذه لا تكفيها لكي تبدأ ..وما زال أمام فلسطين مساحات شاسعة من الانتماء إليها لكي تصبح ( مرعبة ) و يهرع بعدها العالم إليها معترفاً بها و طالباً عفوها و تأميناً لسلامتهم ..! أجمل ما في هذه الخطوة ..هم الفلسطينيون أنفسهم ..أقصد فرحتهم و هم يذرفون دموعاً لأول مرّة ليست من ألم عدوانيّ ..بل دموع الفرحة الناقصة ..! إنها دولة خداج ..ولكنها خرجت من الرحم ..فلسطين قادمة فاحذروها أيها العرب قبل الأمم المتحدة عليها ..!