أكدت صحيفة عبرية، أن إطلاق النار من قبل حزب الله نحو المُسيرة الإسرائيلية في سماء لبنان أمس، دليل على أن "الحدود الهادئة" في الشمال هي "الأكثر تفجرا".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري أليكس فيشمان: "لو كان الصاروخ الذي أطلقه حزب الله نحو الطائرة الإسرائيلية المسيرة في سماء جنوب لبنان، أصابها وأسقطها، هل كانت القيادة السياسية في إسرائيل ستأمر الجيش بمهاجمة لبنان؟".
وأضافت: "الجواب إيجابي، فسلاح الجو كان سيعمل ضد البطارية التي نفذت إطلاق النار، أو ضد أهداف مشابهة لحزب الله، وكانت الحدود الشمالية قد تتدهور لتبادل شديد لإطلاق النار، والأسوأ من ذلك؛ حين نفذ حزب الله إطلاق النار كان يعرف أنه في حال نجح في الإصابة، أن إسرائيل سترد".
ونوهت الصحيفة إلى أن هذا الوضع "يعلمنا؛ أن الحدود الهادئة في الشمال هي الأكثر تفجرا والأسهل على الاشتعال"، منوها أن "الحدث الحدود الشمالية أمس جاء ليذكرنا، أننا نجلس على مخزونات من المواد القابلة للاشتعال، ويوجد منطق في الفرضية، أنه ليس لإسرائيل ولا لحزب الله مصلحة في إشعال الحدود الشمالية".
وتابعت: "ظاهرا، كل طرف يظهر أنه يردع الآخر؛ فحزب الله يعمل تجاه إسرائيل بشكل ملجوم، وإسرائيل تبذل جهدا جبارا ألا تمس برجال حزب الله وألا تهاجم علنا القدرات العسكرية للمنظمة في لبنان، ولكن كل هذه الأقوال جيدة حتى النقطة التي يقرر فيها أحد ما شد الحبل".
وذكرت أن "سلاح الجو الإسرائيلي يحلق فوق لبنان كجزء من الاستعدادات العسكرية لانفجار عنيف، دون إخطار، من دولة ليس فيها حكومة مركزية فاعلة، وهو ما يلزم تل أبيب بأن تكون في تحكم استخباري أقصى يتضمن حضورا جويا، وحزب الله يرى تلك الطلعات خرقا للسيادة".
وقالت: "الطرفان لا يحترمان الاتفاق الذي تحقق في 2006 في إطار قرار مجلس الأمن رقم 1701، وكل شيء من شأنه أن يتفجر في اللحظة التي يقرر فيها أحد الطرفين أنه لم يعد يلعب لعبة "الاستغماية"، وكاد هذا يحصل أمس".
وأشارت "يديعوت" إلى أنه "على مدى الـ 24 ساعة التي سبقت إطلاق النار على المُسيرة، بلّغت وسائل الإعلام في لبنان عن طلعات بحجوم شاذة لطائرات قتالية ومُسيرات إسرائيلية، وفي جنوب لبنان عزز الجيش اللبناني القوات في ضوء طلعات منخفضة لمُسيرات إسرائيلية".
ونوهت إلى أنه "بلغ عن طلعات إسرائيلية في الضواحي الجنوبية لبيروت حيث يسيطر حزب الله، وفوق رأس العين وصور في لبنان، ويحتمل أن تكون هذه الطلعات جاءت، كرد على نشاط شاذ لحزب الله، وفي لإطار كل هذه الأحداث، أطلق الصاروخ نحو المُسيرة".
وكشفت الصحيفة، أنه "في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أيضا أطلق صاروخ نحو مُسيرة إسرائيلية، غير أن هذه المرة أكدت إسرائيل التقارير اللبنانية عن إطلاق النار إذ انه نفذ في وضح النهار وتم تصويره، وهكذا، في يوم صاف ما، دون إنذار مسبق، عشية الانتخابات الإسرائيلية، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى، كان من شأننا أن نجد أنفسنا مثلما في 2006 في مواجهة مسلحة".