وسط تفشي الأزمة المركبة العاصفة بتركيا من جراء سياسات نظام رجب طيب أردوغان والتي قادت البلاد لمشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية كبرى، باتت تطفو على السطح سلوكيات وظواهر خطيرة في المجتمع التركي، آخرها جريمة غريبة تناقلتها مختلف الصحف المحلية والعالمية.
ولا يمر يوم إلا وترد أخبار غريبة من تركيا، من حالات انتحار وقصص وحكايا فقر مدقعة ومأساوية تصل لحد الجوع وعدم القدرة على شراء الخبز.
في هذا السياق، برزت حادثة صادمة حول زوج دفع بزوجته الحامل في شهرها السابع من على حافة قمة أحد الجبال في تركيا كي يستفيد من مبلغ التأمين على حياتها حيث كان قد استخرج لها بوليصة تأمين ضد الحوادث.
لوهلة قد يخال المتلقي أن الرجل مختل نفسيا لكن وقائع القضية تشير إلى أنه قد نفذ جريمته المزدوجة بحق الأم والجنين عن إصرار وتعمد.
وبحسب التفاصيل التي تناقلتها الصحف ووكالات الأنباء التركية والعالمية ومنها صحيفة "الصن" البريطانية، فإنه قد اختلى بها في حافة جبلية في إحدى المناطق السياحية لمدة تصل لثلاث ساعات كي يتأكد من خلو المكان تماما من أحد وليتسنى له تنفيذ الجريمة بسرية ودون أن يلمحه أحد ما.
وللتظاهر والخداع شرع في التقاط صور سيلفي مع زوجته في قمة الجبل قبل أن يرتكب فعلته الشنيعة.
وبعد فترة وجيزة من ارتكاب الجريمة، تقدم بطلب الحصول على التعويض من شركة التأمين، مما أثار الشبهات حوله وحول ملابسات سقوط الزوجة من حافة الجبل.
قبل أن تصدر المحكمة الجنائية العليا حكما بسجنه احتياطيا بتهمة القتل العمد، حيث لا يزال التحقيق مستمرا في القضية.
وبحسب خبراء علم اجتماع تواصلت معهم "سكاي نيوز عربية" فإن هذه الجريمة المتكاملة الأركان والتي تكاد لا تصدق لفظاعتها ووحشيتها هي وغيرها من ارتكابات مشابهة تندرج في سياق تفشي الجرائم والتفكك الأسري والجشع والفقر وكبت الحريات وتراجع القيم السوية وطغيان سلوكيات شاذة متفاقمة في تركيا كنتاج لسياسات النظام التركي الذي حول البلد إلى مزرعة خاصة به وأدخله في نفق الأزمات المظلم وحط من السوية الأخلاقية لقطاعات من المجتمع وحساسيتها الإنسانية عبر سياسة سلطوية ممنهجة في تعميم الخراب والقيم اللأخلاقية من الفساد والنهب والجور.