أكد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته تسير في مسار المصالحة بكامل الجدية، لافتا إلى أنها ذهبت الى الحوار على أرضية واضحة مع جميع الفصائل.
وقال بدران خلال لقاء عبر فضائية (الأقصى)، مساء اليوم الجمعة: "حماس ذهبت إلى القاهرة تحت عنوان سياسي مهم، أن السقف الذي تجري تحته الانتخابات هو بعيد تمامًا عن اتفاقية أوسلو".
وأضاف بدران: "صحيح أن بعض أجسام أوسلو موجودة، وستجرى لها انتخابات، لكن الأفق السياسي لهذه الاتفاقية عمليًا انتهى منذ زمن بعيد"، مؤكدا في الوقت ذاته أن الانتخابات لن تجري تحت سقف أوسلو، بل بناء على مخرجات إجتماع الأمناء العامين ووثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني عام 2006.
وفي السياق، أكد بدران، أن حركته تريد في الانتخابات أن يقول الشعب الفلسطيني كلمته بكل حرية دون أي مضايقات أو تدخل أمني او إقليمي أو قانوني، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل محكمة الانتخابات بالتوافق، وتحييد أي جهة قانونية أخرى -سواء المحكمة الدستورية أو غيرها- تدخل في الانتخابات لا في أثناء العملية الانتخابية ولا بعدها.
وأشار بدران إلى أن هناك اتفاقاً على إطلاق الحريات العامة وإشاعة أجواء الحرية السياسية التي كفلها القانون، منوها إلى أن لدى حركته تقدير بأن هناك مشكلة كبيرة في ملف الحريات بالضفة الغربية، سواء بالاعتقال السياسي والمضايقات على الإعلام والنشاطات والعمل التنظيمي.
وقال: "نريد أن تكون الحريات متساوية بين الضفة وغزة على حد سواء"، مضيفا: "يجب ضمان حيادية الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة، وعدم تدخلها في الانتخابات أو الدعاية الانتخابية لأي طرف سياسي".
وتابع بدران بقوله: "لدينا التزام في قيادة الحركة بأن تطبق الأجهزة الأمنية في غزة كل التوصيات والقرارات المتعلقة بالحريات العامة، فحركة فتح تتمتع بحرية كاملة في غزة، على عكس وضع حماس في الضفة".
وفي سياق ذي صلة، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن تغيير أماكن الاقتراع لأبناء حماس في الضفة الغربية أمر سلبي، لكن الإيجابي سرعة استجابة لجنة الانتخابات لتصحيح الوضع بعد تواصلنا معها، مشيرا إلى أن الحركة تتابع وتراقب كل تفاصيل إجراء العملية الانتخابية، وأنها لن تسمح بالتلاعب بها.
وفيما يتعلق بمحكمة الانتخابات، قال بدران: "نريد أن تتشكل محكمة الانتخابات بالتوافق، من قضاة مشهود لهم بالخبرة والكفاءة والشخصية بحيث لا يغير أحد رأيه تحت الضغط من أي جهة"، مضيفا: "خلال فترة قصيرة سنكون قد توافقنا على أسماء قضاة محكمة الانتخابات، 4 قضاة من غزة، و4 من الضفة، وقاضي واحد من القدس، وسيصدر الرئيس مرسومًا بتشكيلها".
وأوضح بدران أن الدول الرئيسة الضامنة للانتخابات هي مصر وقطر وتركيا وروسيا، وهم متابعون منذ البداية لمجريات ما حدث من توافقات وتفاهمات، لافتا إلى أن قناعة حركته بأنه يجب حل كل إشكالات الانتخابات داخليًا، وإذا حصل أمر ذو أهمية حقيقية ولم تستطع حركته حله مع السلطة يمكن رفعه الى الدور الضامنة للتدخل لحله.
من ذات الجانب، أكد بدران أن اجتماع القاهرة المقبل، ستحضره الفصائل التي شاركت في الاجتماع السابق، وسيتم دعوة لجنة الانتخابات المركزية ورئاسة المجلس الوطني، منوها في الوقت ذاته، إلى أن تأجيل انتخابات المجلس الوطني تم لأهميتها وشموليتها، ولكي يكون هناك الوقت لدراسة الخطوات التفصيلية المعقدة، لأنها تشمل الفلسطينيين في كل دول الشتات.
وقال: "اتفقنا في القاهرة على تعديل عدة نقاط في قانون الانتخابات، لكن يلزمها إصدار مرسوم رئاسي لكي تصبح نافذة للتطبيق".
وأكد بدران، أن الانتخابات ليست بديلًا عن المقاومة، لافتا إلى أن الاحتلال لن يخرج من الأرض الفلسطينية إذا تم إجراء الانتخابات أو إذا فاز طرف ما في هذه الانتخابات.
وفي السياق، قال بدران: "تغيير النظام السياسي الفلسطيني وتغيير الوجوه يساعدنا في مقاومة الاحتلال ولا يعطلنا، وتجربتنا السابقة عندما فزنا بأغلبية عام 2006 وبعد شهرين من تشكيل حكومتنا أسرنا الجندي شاليط في عملية بطولية"، مضيفا: "ثوابت شعبنا ليست قابلة للنقاش، وهذه الانتخابات لن تفرز فوزا ساحقًا لأحد، وسيكون حاضرًا في ذهننا أن نشكل حكومة وطنية مقبولة دوليًا، ولكن ليس على حساب الثوابت الوطنية".
واكد بدران أن نتائج الانتخابات يجب أن تُحترم فلسطينيا أولًا، وإذا تم ذلك، فإن الفلسطينيين قادرون على إيجاد حلول للضغوط الدولية.
وفيما يتعلق بحركة الجهاد الاسلامي، أكد بدران، أن حركة حماس جلست مطولا مع الجهاد، حيث أن لديهم وجهة نظر بأن مؤسسات السلطة منبثقة عن اتفاقية أوسلو المعادية للمقاومة، منوها إلى أن حركته لديها وجهة نظر أخرى بأنه يجب أن التواجد في هذه المؤسسات لحماية مشروع المقاومة.
وفيما يتعلق بالقدس، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس: "إن القدس هي الأهم في القضية الفلسطينية، وكل ما يتعلق بها له حسابات خاصة، والانتخابات فيها ضرورة لا مفر منها"، مضيفا: "القدس ستكون معركة الفلسطينيين كلهم مع الاحتلال، ونحن ذاهبون لتحديد خياراتنا في كيفية إجراء الانتخابات في القدس".
وأضاف: "نحن مستعدون لدفع الأثمان، واعتقالات الاحتلال في الضفة الغربية لقيادات حماس لن تغير قناعتنا وإصرارها على تمثيل مشروع المقاومة"، متابعا بقوله: "سنعمل على آليات قانونية تمنع تكرار ما حصل مع الذين تم انتخابهم سابقًا من اعتقال وملاحقة على أيدي الاحتلال".
وحول شكل مشاركة حركته في الانتخابات، اكد بدران أن الحركة لم تحسم قرارها حتى الأن في كيفية الدخول للانتخابات، لافتا إلى أنها منفتحة على كافة الخيارات، منوها في الوقت ذاته إلى أنهاه مستعدة للذهاب إلى خيارات تجعل من الانتخابات أقل حدة.
وفي السياق، قال بدران: "جميع الدول يجب أن تحترم خيار الشعب الفلسطيني وتتعامل مع نتائج الانتخابات، ومع ذلك نحن لا نتوقع انفتاحا كاملا في التعامل مع الحركة بعد الانتخابات".
وفيما يتعلق بانتخابات حركة حماس الداخلية، قال بدران: "نفتخر بأننا في حركة حماس نحافظ على دورية انتخاباتنا الداخلية، وعندنا القدرة على أن نذهب إلى انتخابات داخلية في ظل عملنا على المشاركة في الانتخابات العامة".