أعداد غفيرة من جماهير حماس حضرت إلى أرض الكتيبة الخضراء في وقت باكر رغم الأجواء الباردة التي يتسم بها صباح يوم المهرجان المرتقب لاحتفال حماس بانطلاقتها الخامسة والعشرين وانتصارها في معركة "حجارة السجيل". فعشقهم لنهج حركة حماس وإصرارهم على الوقوف إكباراً وإعزازاً لأرواح شهداء هذه الحركة الكبيرة –كما يقولون- جعلهم يتسمرون في مقاعدهم الأمامية في أرض الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة غير آبهين ببرودة الجو وطول المدة المتبقية قبل بدء الفعاليات الرسمية للمهرجان . أم محمد (55) عاماً - توشحت بعصبة خضراء تزينت بشعار التوحيد وشعار كتائب القسام - عبرت عن سعادتها الغامرة بانطلاقة حماس الخامسة والعشرين ، وتؤكد أنها لم تشعر بالفرحة مثلما عاشتها منذ الانتصار الذي حققته المقاومة على جيش الاحتلال منتصف الشهر الماضي . وقالت :" عشنا كثيراً في هذه الحياة إلا أننا لم نشعر بالعزة والكرامة إلا في عصر حماس وعصر المقاومة والصواريخ التي ردت لنا كرامتنا التي ضيعتها المفاوضات والتنازلات " . ولم تكن الطالبة "أبرار" أقل حماساً من أم محمد فقد شددت لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن غزة تحيا عيداً حقيقياً هو من أجمل الأعياد هو عيد الكرامة والعزة والكبرياء –على حد وصفها . وتبدو السعادة بادية على وجه "أبرار" وهذا ما عبرت عنه بقولها :"أنا شخصياً لم أكن سعيدة كل هذه السعادة من قبل، لقد رفعت حماس وكتائب القسام رؤوسنا عالياً ، جعلتنا نفخر بأننا من أهل غزة ومن أبناء هذا الجزء العزيز من فلسطين ". ورفعت "أبرار" يدها داعية الله عز وجل أن يكون مهرجان انطلاقة حماس القادم في باحات المسجد الأقصى المبارك، وتؤكد أن هذا سيكون قريباً وأقرب مما يتصور البعض –حسب "أبرار". الحاج "أبو رامي" كان مشهد حضوره لافتاً فقد اصطحب معه ثمانية من أحفاده توشحوا بأوشحة خضراء مزينة بعبارة "كتائب القسام" وشعار حركة حماس . يقول " أبو رامي" لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" :" كل شريف يحب هذه الأرض ويريد العودة إليها وإزالة الاحتلال ستجده اليوم في أرض الكتيبة الخضراء وأنا منهم لذلك أنا هنا ". وفي معرض إجابته عن سر اصطحابه لأحفاده الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6- 10 أعوام فشدد على ضرورة أن يورث كل جيل لمن بعده من الأجيال حب الجهاد والمقاومة والمجاهدين ، مشدداً على ضرورة أن يتعرف أحفاده منذ نعومة أظفارهم على حماس وعلى تاريخها الذي يشرف كل فلسطيني –حسب قوله وقال :" أعلّم أحفادي أننا كفلسطينيين سنبقى نردد جيلاً من بعد جيل أننا لا نعترف بـ(إسرائيل)، وأننا لابد أن نعود لديارنا ولأراضينا التي هجرنا منها وهذا لن يكون إلا بالمقاومة والسلاح فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ". الطفل "حسام" (8 أعوام) أحد أحفاد أبو رامي عبّر عن حبه لحماس ولكتائب القسام ، وقال بلغته العامية :" نحن سنكبر وهنصير من كتائب القسام وسنحرر فلسطين .. وبقول لليهود ارحلوا فهذه الأرض لنا .. والقدس لنا ". وبالرسالة التي حكاها الطفل "حسام" بلغته الخاصة تثبت حماس من جديد أنها استطاعت أن تهزم نظريات المحتل الإسرائيلي التي قامت على أساس أن الكبار يموتون والصغار ينسون . فهاهي تزرع ومن خلال فعلها المقاوم وثباتها السياسي مفاهيم الثبات والصمود في نفوس الأجيال تلو الأجيال التي باتت ترى في المقاومة حلاً يمكن من خلاله انتزاع الورم السرطاني الإسرائيلي من أرض فلسطين، كما نجحت في إثبات أنها لا زالت تتمتع بشعبية واسعة وكبيرة وسط فئات الشعب الفلسطيني بكافة طبقاته والذي احتضن مقاومتها وكان خير سند لمجاهديها في الميدان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.